للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منكم أن تطالعوا مسائل أُخر مؤكدة في هذا الدفتر يمنته قد أمرنا قضاة المغرب أن يحكموا بها فما كان منها على صواب أثبتوه واكتبوا عليه بخطوط أيديكم، وما كان منها على خطأ فاكتبوا عليه أيضًا بخطوط أيديكم في الدفتر المذكور لنرجع عنه، ووجهوا لنا الكناش بعينه وعليه خطوط أيديكم.

وكما يصلكم أيضًا تأليف سميناه اختصار الحطاب نريد منكم أن تطالعوه فالله يوفقنا وإياكم بمنه آمين يا رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .. بلفظه.

وفعلا نكل من حاد عن سلوك الجادة وخالف ما رسم له من التعاليم الشرعية، والقوانين المرعية، من قضاة المغرب فقد عزل قاضى مراكش فارس عبد العزيز العبدلى لسلوكه في خطته غير الجادة واستبداده على غيره من العلماء وإهانته لهم وسجنه وفلسه واستصفى أمواله وأجنته.

قال في الترجمان المعرب: إن هذا القاضى كان جريئا قوى الشكيمة لا يقيم لعلماء وقته ومن معه منهم بحضرته وزنا، ولا يقدر أحد منهم على رد أحكامه ولو خالف النص المشهور، إلى أن وجه المترجم يوما أحد كتابه في قضية بلغته وأمره أن يحضر مع القاضى لفصلها علماء سماهم له منهم الشريف العلامة المولى عبد الله بن إدريس المنجرة، إذ كان نقله المترجم لمراكش ورشحه للتدريس والخطبة والإمامة بجامع المواسين، وأمر أن يكون الاجتماع لفصل تلك النازلة بالمسجد المذكور، ولما اجتمع القاضى والعلماء وحضر الخصمان تصدر القاضى على عادته ولم يستشرهم، ولا بالى بأحد منهم، وحكم بما ظهر له، فقال الشريف المذكور: يا عبد العزيز اسمع منى، قاض بزور ممكن وعالم بزور غير ممكن، وجه الحكم في النازلة غير ما حكمت به وخلاف ما ذكرت وهو كذا وكذا وذكر نصوصه ورتب

<<  <  ج: ص:  >  >>