للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسه، وهؤلاء الطلبة الذين يتعاطون العلوم التي نهينا عن قراءتها ما مرادهم بتعاطيها إلا الظهور والرياء والسمعة ويضلون طلبة البادية، فإنهم يأتون من بلدهم بنية خالصة في التفقه في الدين وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحين يسمعونهم يدرسون هذه العلوم التي نهينا عنها يظنون أنهم يحصلون على فائدة بالعلوم المذكورة ويتركون مجالس التفقه في الدين واستماع حديث خير المرسلين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وإصلاح ألسنتهم بالعربية فيكون سببا في إضلال الطلبة المذكورين وهؤلاء الطلبة يظنون أنهم ماهرون في العلوم المذكورة فمن جاء يستفتيهم في مسألة فقهية لا يحسنون الجواب فيها.

وهذه العلوم التي نهينا عن قراءتها كان أعظم من يأمر بالاشتغال والاعتناء بها في زماننا من أيام سيدنا ومولانا إسماعيل قدس الله روحه إلى وفاته السيد أحمد بن مبارك الفيلالى عفا الله عنا وعنه، وأخلفه فيها السيد عمر الفاسى:

قال عبد الله أمير المؤمنين مولانا محمد بن مولانا عبد الله: لو كنت قاضيا لم أقبل شهادتهما ولم أثبهما؛ لأن السيد أحمد بن مبارك سمعت من الناس الثقات الذين ليس بينهم وبينه مشاحنة أنه كان يفتي بالفتاوى الواهية لتضييع حقوق المسلمين، ولا يخفى عنكم ما ذكرنا، ونأمر الفقيه السيد التاودى أن يكون عمله على ما في هذا الكناش هـ بحمد الله ١٢٠٣٢٧.

ونص ما كتب به لفقهاء مصر:

"الحمد لله إلى السادات الفقهاء بمصر عموما وخصوصا سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ورضوانه، ونطلب من الله لنا ولكم الهداية والتوفيق بجاه المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أُنيب.

أما بعد: فاعلموا رعاكم الله أننا وجهنا مع ولدنا الأرضى سيدى عبد السلام أصلحه الله هدية للسادات الأشراف مبينة في هذا الدفتر فالله يتقبلها، كما نريد

<<  <  ج: ص:  >  >>