وكانت للمترجم زوجة ذات آداب ومعرفة بالنظام البيتى اللائق بالملوك، فكانت تهذب نساء السلطان مولانا إسماعيل وتعلمهن ما لم يكن لهم به معرفة، فازدادت بذلك عند السلطان مكانة ورد عليها وعلى إخوتها ما لم يبع من أصول والدهم أحمد بن صالح الليرينى رئيس فاس الذي كان أوقع القبض عليه المولى الرشيد لما تحقق لديه عيثه وتعديه وظلمه بشهادة عدول فاس، وغرقت ذمته وضمت أمواله لبيت مال المسلمين، وعند ذلك زوج السلطان الرشيد المترجم ببنت الليرينى المذكور، ولم يزل عيبة سر سيدنا الجد المولى إسماعيل ومحل ثقته يخبره بخفايا الأمور وينقر على سير العمال وولاة الأمر في الرعية، ولا يخفى عن متبوعه شاذة ولا فاذة، شأن أهل النصح والإخلاص للإسلام والمسلمين، إلى أن نقله الله لما هو خير الأبرار.