أهذه الزهر حيتنا أم الزهر ... وذى الدرارى انتظمن لى أم الدرر
وهذه نسمات النصر قد نفحت ... أم السعادة حيا نشرها العطر
وهذه أوجه التوفيق قد سفرت ... عن حسنها أم تبدى الشمس والقمر
أم الخلافة في أعلى منازلها ... حلت فأشرق منها البدو والحضر
أحيا (أبو زيد) المولى معالمها ... وزانها من حلاه العقل والخفر
فهى العروسة تجلى في منصتها ... وليس يعوزها حلى ولا حور
كانت زليخا فأضحى وهو يوسفها ... إذ عادها منه بعد الكبرة الصغر
واخضر بعد ذبول أروض بهجتها ... كأنما حلها من يمنه الخضر
أحيا لنا عمرًا في العدل أو حسنًا ... في الفضل أو حاتما في البذل إذ غبروا
بيت الخلافة (إسماعيل) شيده ... لكن (محمد) نادى الخلق فابتدروا
كلاهما (والأب) المحمود سيرته ... (والعم) كل بما قد حاز قد نشروا
على همة هذا مع شجاعة ذا ... وجود هذا وعلم ذا كما خبروا
هذى المفاخر لا قعبان من لبن ... هذى المئاثر لا كأس ولا وتر
كم أظهر الله من عز بدولته ... للدين إذ سامه الباغون وانتذروا
فرب مشهد صدق قد شهدت له ... كرائما في الوجود ليس تنحصر
ورب يوم أغر قد نصرت به ... منهاج جدك قد شاعت به البشر
ويوم عز به الإسلام يفتخر ... لاحت به في جبين دهرنا غرر
به تبسم ثغر الملك وابتهجت ... به الخلافة واعتدت بها البشر
وفاق حزب التقى حزب الشقا وبه ... قد اغتدت تضرب الأمثال والعبر