بوقعة دوخت غربا بموقعها ... واهتز بالمشرق الأملاك واعتبروا
يوم تحزبت الأحزاب واتفقت ... على الفساد وبعد العهد قد غدروا
أولاد فرج وعونات وتابعهم ... عليهم ... (الرحمن) ما ذكروا
دارت عليهم من الأسواء دائرة ... وحاق مكرهم بهم لأن مكروا
فأصبحوا قد أباد الله نعمتهم ... وحل ساحهم الأحداث والغير
صرعى على الأرض قد حاق المحاق بهم ... وقد كساهم ثياب الذلة العفر
يا ويحهم عمهم خزى بفانية ... وسوف يعروهم من بعدها سقر
في مأزق تدهش الألباب وقفته ... به تواقفت الأجناد واصطبروا
وضاربوا كل قرن دون مهجته ... فخلفوهم وهم على الثرى جزر
قد قام فيه خطيب السيف مفتخرا ... في منبر الراح والهيجاء تستعر
روى عن ابن أبى الهيجا وحدثه ... أبو الزناد فصح في الوغى الأثر
رأى الجيوش بها الأرماح ظامئة ... فشمروا عن ذيول الحزم واتزروا
وعللوا بالدماء كل عالية ... وأورد الخد منها الصارم الذكر
فكم رئيس على الخطى هامته ... تبدو وكم بطل في القب قد أسروا
ولم يزالوا بهم حتى انثنوا هربا ... كأنهم في سباريت الفلا حمر
طارت قلوبهم من بأسهم فرقا ... إذا رأى الألف منهم واحدا نفروا
لو كنت شاهد نار الحرب كاشفة ... عن ساقها وجنود الله تنتصر
أبصرت بحرًا به الأبطال سابحة ... كالموج في اللج لا تبقى ولا تذر
سماؤه النقع والخرصان أنجمها ... والوقد برق ورعد بندق مطر