وسورة الفتح من بعد القتال أتت ... والعاديات ضحى بالنصر تفتخر
أبلى به الجيش والأعراب مثلهم ... والبربر النصح في الهيجاء تعتبر
ولست أنكر للوصفان وقفتهم ... في حومة الحرب والفرسان تشتجر
جند لعمرى أنصار مهاجرة ... لكنهم لصفات اللؤم قد هجروا
لا يعرفون سوى الإقدام من خلق ... وليس يعروهم في شدة خور
سعادة الملك المنصور قد ظهرت ... به الجيوش على الأعداء قد ظهروا
لسيدى (عبد الرحمن) مالكنا ... مناقب في جبين الدهر تستطر
ناهيك من ملك كالشمس في فلك ... تزهو بدولته الأقطار والعصر
ومن يكن من (هشام) أصل نبعته ... يسمو به الملك والأخطار والقدر
ما زال في حضر يسمو على قدر ... للرشد والآن عنه أسفر السفر
الواهب الخود والآلاف منبسطا ... والخيل جردا فلا منٌّ ولا كدر
في صدره البحر أو في بطن راحته ... كلاهما طاب منه الورد والصدر
سر النبوءة يبدو في أسرته ... ونورها منه في الأكوان منتشر
إذ دجا الخطب وانسدت مسالكه ... فرأيه في ظلام ليلة قمر
مهذب الرأى يستسقى الغمام به ... وتنجلى بسنا آرائه الغير
العدل سيرته والنصر شيعته ... والفضل شيمته والحزم والحذر
بالحلم ملتحف بالعلم متصف ... بالعجز معترف بالله مقتدر
رشيد أمر على الأسرار مؤتمن ... لله منتقم بالله منتصر
قد صاحبته مع الأيام أربعة ... الفتح والنصر والتمكين والظفر