للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما كتب به للمذكور ونصه:

"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

وبعد: فقد وصلنا كتابك جوابا عما كنا كتبنا لك به من أن حضور خلائف نواب الأجناس بمجلس الشرع مع كون الدعوى إنما كانت ليهوديين أحدهما في حماية الماركان، والآخر في حماية الأصبنيول لا مستند له، وليس في الشروط ما يقتضيه حسبما قدمنا لك، ونبهناك على ذلك مخافة احتيالهم على الدخول في الأحكام الشرعية والمشاركة فيها.

وعلمنا اعتذارك عن ذلك بأنهم صيروا جميع الدعاوى على العمال والأشياخ كدعوى واحدة لأجل الاسترعاء المتقدم، مع ما ذكرت من أن بعضهم يحذر من بعض حتى في التقديم والتأخير في الدعاوى إلى غير ذلك مما ذكرت، فنحن نراهم يريدون تتبع الدعاوى والنظر فيها دعوى بعد أخرى، ولو صيروا جميع الدعاوى كدعوى واحدة لاكتفوا بوكيل من جهتهم ووكيل من جهة العمال والأشياخ، والتقديم في الدعاوى والتأخير يكون له تأويل بقرعة أو شبهها كما يفعل بالمراسى في دعاويهم على غير العمال والأشياخ، ولكنا نبهناك لتزداد فطنة وتيقظا لحيلهم، حتى لا يجدوا فيك بعد قابلية لارتكاب ما لا تقتضيه الشروط.

وذكرت أن أمر هذه الدعاوى ليس بهين وأنه لابد فيها من سياسة يخرج بها الإنسان منها في عز وأن إجراءها على طريق الأحكام الشرعية يطول أمره جدا، وتلزم فيه صوائر لها بال، وأشرت على وجه السر بأن نأذن لك في التماس طريق للصلح بنحو الربع أو الثلث في جميع الدعاوى وتحسم مادتها بعد حيازة جميع الرسوم وخطوط الأيدى، والتزامهم عدم الرجوع للمخالطة مع العمال والأشياخ، فلا يخفى أن هذه الدعاوى من قبيل دعاوى المعاملات وهى شرعية الحكم فيها،

<<  <  ج: ص:  >  >>