وبعد: وصلنا كتابك مخبرا أن ترجمان الصبنيول لم يقبل ما اعتذرت به عن وسق البقر الذى طلبوه، وأن باشدورهم كتب لك من طنجة بما يدل على تبديل سيرتهم ونيتهم بارتكاب ما يحصل منه الغيار، وأنه أمر ترجمانه الذى قدم معك بالسفر لطنجة على الحالة التي ذكرت أنها تشعر بقطع المعاملة، وأنه كتب مسترعيا بأن نصرانيين صبنيوليين قتلا بقبيلة بنى حسن، وأنه كتب لأعتابنا الشريفة بما تخوفت وقوع الشنآن من الجواب عنه، وأنه كتب لك أيضا يطلب دارا بالجديدة لسكنى قونصوهم بها، وكان كرر طلب الإنعام بها فتغافلت عنه كما يطلب خلاص كراء سكنى قونصوهم بدار بالجديدة اكتراها عن أشهر ٢٩، وكتب لك بأن ما يدخل لامليلية من الحطب والفاخر محصور وطلب الكتب للعامل بالتسهيل في ذلك، ونبهت على أنك لم تكتب في قضية البقر حتى بذلت المجهود في المدافعة بما يمكن فلم تجد سبيلا للرد ولا لعدم الرفع، لما علمت من أنهم إن لم تقع لهم مساعدة في طلب أمر يخوضون في أمور شاقة ويكثرون المطالب الصعبة ليركبوا عليها الشنآن.
أما الدار التي طلب وخلاص الكراء فما كان منفذا لغيره فينفذ له، وأما النصرانيان الصبنيوليان اللذان ذكرت أنهما ماتا ببنى حسن فالقاعدة أن من يريد التوجه منهم قال لابد أن يعلم عامل المرسى المتوجه منها ويعطيه من يتوجه معه من المخازنية، ولأى شئ توجها، على أن توجه النصارى لبنى حسن غير معهود، فَلاَبُدَّ بمنْ المسألة بيانا شافيا، وأخبر بسبب توجههم لنأمر بالبحث في القضية ويظهر ما يكون بعد إن شاء الله تعالى، وبَيّن في إِيالة من وقع ذلك، ومن حقك أن تتثبت في الأمور وتحققها وتتراجع معهم فيها، وتعرف السبب، بعد ذلك تخبر، لا أنك تقتصر على حكاية كلامهم والسلام في ٨ شعبان عام ١٢٨٧".