وبعد: فقد وصلنا كتابك مخبراً بأن عامل الريف كتب لك في شأن قضية العسكرى الصبنيولى الذى قتله أهل كلعية داخل الحدادة، وبين لك السبب في ذلك وهو قتلهم للريفى الذى تكرر منه إذايتهم والتعرض لهم، وذكر أن قتلهم إياه كان بإذن عامل مليلية فتعرض إخوان المقتول لعسكرهم وقتلوا منه واحداً في أخيهم وما أشار إليه ابن عبد الصادق من أن ذلك المحل ينبغى أن يكون عامرا بالمخزن لينكف الناس عن مثل ذلك بهيبته، وعلمنا ما أجابك به باشادور الصبنيول حين أخبرته بما كتب به عامل الريف، وحاولت رد الملام على حاكم مليلية حين أمر بقتل الرجل الريفى وما احتج به من أن ذلك الرجل كان يقطع الطريق وتكرر منه ولم يقع فيه تصرف من العامل، وأن من يكون مثل ذلك حقيق بأن يضرب بالبارود وصمم على ما كتب به أولا، وذكر أنه لو كان هناك مدد المخزن يتقوى به العامل على المصالح لم يقع مثل هذا.
فاعلم أن الباشادور فيما كتب به في هذه القضية رجح ما أخبر به حكم مليلية على ما أخبر عامل الريف، مع أن عامل الريف كبر مرتبة من حاكم مليلية، فبأى وجه يرجح خبره؟ وأنت ينبغى لك أن تحتج عليه بذلك وتقابله به وذلك شأن النائب الحازم، وليس الشأن أنه كما احتج عليك بحجة تقبلها وتسلمها كيفما كانت، مع أنك تعرف أنهم إذا رد عليهم الإنسان بالحجج التي يقبلها القانون والعقل ينصفون وينصتون، فلا نترك من جهدك شيئا يمكنك في مدافعته والله يعينك والسلام في ٧ محرم عام ١٢٨٥".
وما كتب إليه به ونصه:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش أعانك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.