للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السياسية مع إسبانيا، وذكرنا لك في الترجمة الأحمدية سابقا سفارته لإسبانيا سنة ١٣١٢ لإدخال إصلاحات وتعديلات على الآفاق، وما وقع له فيها وذكرنا غرق البارجة الإسبانية الخصوصية التي أوصلته لطنجة بعد نزوله منها وشروعها في الرجوع، وقد وقفنا على ظهير سلطانى عزيزى في التعزية بمصابها رأينا استدراكه هنا قضاء للفوائت ونصه بعد الحمدلة والحوقلة والاستفتاح:

"إلى المحب المفخم. المحترم المعظم. سلطان دولة إسبانيا الفخيمة المعتبر، السلطان ألفنس الثالث عشر.

أما بَعْدَ حَمْدِ الله الذى لا إله إلا هو المبدئ المعيد، العزيز الحكيم الفعال لما يريد، والدعاء لكم بسلامة النظام، والبقاء بخير على الدوام، فقد اقتضى حق ما بين الجانبين من المحبة، والمودة والصداقة الممتازة والصحبة، إعلام رفيع حضرتكم بأنه بلغ لشريف علمنا أن إحدى فلكاطاتكم الحربية ذات الإتقان والرونق والبهجة، لما أنزلت خديمنا الأرضى الحاج عبد الكريم بريشة بثغر طنجة. رجعت منه لحمل عدد كثير من العسكر من قالص فصادفت في طريقها له أكف الريح أزعجت مياه البحر من وكرها. ونبهت اللجج من سكرها، فلم تبق شيئا من قوتها ومكرها.

وغلب البحر على الفلكاطة غاية التغلب، بكثرة الهيجان والثوران والتقلب، فلم يظهر لها خبر. ولم يقف لها على عين ولا أثر، وكنا نظن أنها إنما أخذت بالحذر، من ذلك الهول الذى لم يبق ولم يذر، وتسترت ببعض الجهات، عسى أن تسلم من الآفات، ونرتقب ورود الخبر بأنها نجت وسلكت، فإذا به وَرد بأنها غرقت وهلكت، فساء هذا الخبر وكدر، ووقع منا موقعا عظيما وأثر، وتأسفنا غاية الأسف. على ما أصابها من التلف. وعظم ضياعها ومصاب من كان فيها من النفوس لدينا، حتى كأنها لنا ومن أصيب بها إلينا. لأنكم عندنا من أخص الدول

<<  <  ج: ص:  >  >>