والقوس المذكور عبارة عن بيت كبير يدخل فيه ما هو معد للصوائر اليومية والشهرية، أما بيوت الأموال فلا يخرج منها شئ، وإذا عمرت تغلق غلقا محكما وربما بنى على أبوابها، وللقوس مفاتيح أربع يكون أحدها عند الباشا، والثانى عند أمين العتبة وآخر عند أمناء الصائر وآخر عند كبير عبيد الدار، ولا يخرج منه شئ إلا بمحضرهم أو من يقوم مقامهم ومحضر الشهود، ثم يشهدون على ذلك في كناش أعد لذلك، وبخزانتنا كناش قوس مكناس ذكر فيه ما يخرج منه وما يدخل له من المال من ٢٧ جمادى الآخرة ١٣٠٥ إلى ١٤ حجة الحرام ١٣٢٧، ومما يصرف فيه الخارج منه الصائر السعيد والبناءات السلطانية والصلات والإعانات وشراء الأملاك التي تحاز لجانب المخزن، وشعير العلف، ومنه ما كان يبعث لبيت مال فاس.
وأما الداخل إليه فكان مما يبعثه أمين الداخل الحاج على بن الحاج من الصناديق المكتوب عليها عدد ما فيها أو مما يأتى من بيت مال فاس أو من قوسها أو مما يجتمع في غلة الأجنة السعيدة أو مما حيز من بعض الأفراد في العهد العزيزى، كالقائد ابن العلام والوزير أحمد بن موسى، وإليك أمثلة مما بذلك الكناش ونص أوله:
"بمحضر شهيديه لطف الله بهما ومن يضع اسمه عقب تاريخه من الأمناء وغيرهم أخرج من القوس السعيد ستة آلاف ريال وخمسمائة ريال عين عنها يجب بحسب ٨/ ٨١ ريال ٨٠٠٠ وحازها معاينة أمين الربيعة السعيدة السيد الطاهر التازى بقصد الصائر السعيد عرف قدره وبأتمه وعرفه، وفى التاريخ أعلاه عبيد ربه تعالى فلان وفلان. المهدى بن عبد الرحمن الحلو وفقه الله. بناصر بن محمد وفقه الله. محمد بن بوعز بن العربى لطف الله به.
وصيف المقام العالى بالله حم بن الجيلالى وفقه الله.