نحو ما وصفنا في الخروج والهتاف بالدعاء للجلالة المولوية بالنصر والتمكين حيثما مر، إلى أن يحل ركابه الشريف بداره العالية، فإذا دخل الباب الأول وجد الشرفاء مصطفين على اليمين فيزدلفون لتقبيل ركابه الشريف، ويهنئونه بالعيد المنيف، فإذا فرغ منهم وجد الوزراء والكتاب مصطفين أمامه فيحييهم بواسطة قائد الأروى ثم يتقدمون واحدا بعد واحد لتقبيل ركابه، ثم إذا دخل الباب الثانى وجد الجزارين مستقبلين له بأوانى الحليب وطيافير التمر فيتناول من ذلك، ثم يوجه به للشرفاء الذين يرأسون العلامات من أعمام وأصناء وقواد الجيش والأعيان والباشوات، وبمجرد دخول السلطان لداره يخرج صلة للذكارة والشرفاء، وتلك عادة جارية كانت لا تتخلف في كل عيد، ثم يودع قائد المشور الباشوات والقواد والجيوش المخزنية ويدعو لهم نيابة عن السلطان وهم يخفضون رءوسهم ويرفعونها.
ثم تنفض الحفلة ويذهب كل لحال سبيله فرحا مسرورا إلى أن يبقى للعصر نحو ساعة، فترجع الهيئة المخزنية لشريف الأعتاب ويطلع أهل البلد التي بها السلطان لتهنئته بالعيد متأبطين لهداياهم المعتادة، فإذا صلى السلطان العصر استقبلهم.
وقد كانت العادة جارية في هدية أهل مراكش بتقديم أربعين سرجا، أما الذميون فهديتهم الملف والأثواب القطنية والحرير، ثم يعمر المشور وتقدم تلك الهدايا بصفة رسمية، أما العائلة السلطانية كالأنجال والأصناء والأعمام وبنى العم فمنهم من يتلاقى مع الجلالة عشية يوم العيد نفسه، ومنهم من يتلاقى صبيحة الغد.