للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسماعيل أعلى الله مقامه في الجنان ورفع لهذه الملكة أعلام السيادة على مر الزمان.

وقال أبو عبد الله الوزير الشرقى الأسحاقى في رحلته التي ألفها بمناسبة سفره إلى الحج في معية صاحبة الترجمة ما نصه: فما نعلم واحدة من الحرائر التي دخلت دار الخلافة من أزواج مولانا السلطان مولانا إسماعيل رحمه الله تشبه هذه السيدة ولا تدانيها همة وصيانة، وعفافا ورزانة، وحصانة عقل ومتانة دين، فهي من المسلمات المؤمنات القانتات المستجمعات للأوصاف التي أعبد الله لهن عليها مغفرة وأجرا عظيما.

وكان لها كلام ورأى وتدبير مع مولانا أمير المؤمنين رحمه الله ومشاورة في بعض أمور الرعية، وكانت له وزيرة صدق وبطانة خير، تأمره بالخير وتحرضه عليه وتتوسط في حوائج الناس ويقصد بابها أهل الحياء والحشمة وذوو الحاجات وكانت في ذلك ركنا من الأركان جزاها الله بالخير.

رحلت إلى الحج وزيارة خير الأنام مع حفيدها سيدى محمد بن عبد الله وكان خروجها من دار الخلافة بمكناسة الزيتون بعد صلاة الجمعة الحادية عشرة جمادى الثانية عام ثلاثة وأربعين ومائة وألف، وهي السنة الرابعة من إمارة ولدها السلطان مولاى عبد الله، وقد بلغ عدد ما زودها به ولدها المذكور من الدراهم بقصد التوسعة على أهل الحرمين الشريفين مائة ألف دينار كما قاله حفيدها العلامة الثبت أبو محمد عبد السلام بن محمد بن عبد الله في مؤلفه، درة السلوك وريحانة العلماء والملوك.

وكان خروجها للحج في أُبهة من أبهات الملك كبيرة. وأسباب من أسبابه أثيرة. وكان مبيتها على الربوة المشرفة على وادى ويسلين حيث ضربت لها هنالك القباب الملونة، التي جللت الأرض وملأت الأعين منظرا وبهاء وكثرة أمتعة

<<  <  ج: ص:  >  >>