فاستخدمه بعض الأشراف لسقى الماء لداره، وإذا جن الليل اشتغل بتنظيف الأزقة، ثم وقع له جذب وفشا فيه حتَّى صار لا يضبط أحواله، وظهرت عليه خوارق عادات فقد كان يضرب الحجرة العظيمة برجله وهو حاف فتطير كأنها رميت بمقلاع من غير أن يصيب رجليه أدنى أذى.
وكان الرجل يذهب لفاس ويتركه بالزاوية الزرهونية، فإذا وصل فاسا وجده أمامه وربما رآه بعض الناس بمقره بزرهون بعد العشاء وقد سدت أبواب المدينة، فيجده آخر قرب الفجر بمكناس وهكذا، ولم يزل على هذه الحال معتقدا منظورا إليه بعين الإجلال إلى أن قتل شهيدا بالبارود خطأ في الفتنة البربرية التي كانت آخر الدولة الحفيظية على أبواب فاس رحمه الله.