للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رثى أهل هذه الزاوية غير واحد من جلة العلم، وقد ألم بجملة وافرة أبو الربيع سليمان الحوات في البدور الضاوية تركنا جلب ذلك روما للاختصار.

هذا وإن المترجم قدس سره، قد نقل علماء هذه الزاوية المباركة لفاس لنشر العلم، ومن جملتهم الإمام اليوسى، قال في تحفة المعاصر: إن الشيخ اليوسى لما أمره الرشيد بالرحيل من الزاوية البكرية وألزمه النزول بمدينة فاس والتصدير للتدريس بها امتثل أمره ودخل مدينة فاس، وأقام متصدرًا للتدريس فأخذ عنه ملأ كثير، وجم غفير، ولزمه أهل الاعتناء المنصفون، وانتفع به أهل المغرب انتفاعا ظاهرا، وكان الرشيد يحب إقامته بفاس ويأبى هو إلا البادية فعاتبه في ذلك، فاعتذر له بأنه رجل بدوى المولد والمنشأ وحنينه أبدًا لأول منزل هـ بنقل البدور لأبي الربيع سليمان بن محمد الحوات الحسنى المتوفى عام واحد وثلاثين ومائتين وألف.

وفى النشر: أن الرشيد لما فرغ من إخلاء الزاوية في الثانى والعشرين من صفر قصد مراكش فأخذها وقتل رئيسها عبد الكريم المدعو كروم الحاج الشبانى مع جماعة من حزبه (١) وقرابته وبعد موته بشهر رجع مولاى رشيد من حركته تلك يوم الجمعة تاسع عشرين ربيع الثانى.

وخرج صاحب تافلالت ابن أخيه مولاى محمد بن الشريف مع أتباعه وخلى سبيل البلد وكذلك الخضر غيلان ذهب في البحر إلى الجزائر، وخلى سبيل آصيلا. وعزل القاضي المزوار، والمفتى محمد بن أحمد الفاسى زوال الأربعاء التاسع والعشرين من جمادى الثانية، وولى محمد بن الحسن المجاصى القضاء يوم الجمعة بعد عزل المزوار المتقدم والفقيه سيدى محمد البوعنانى خطبة القرويين بعد عزل سيدى محمد بن أحمد الفاسى، ثم أخرج مولاى الرشيد للشاوية عصر يوم السبت سابع عشر رجب ورجع سابع رمضان، فأمر بإخراج أهل الزاوية من فاس


(١) التقاط الدرر - ص ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>