للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ومن حوادث عام واحد وثمانين وألف استولى مولاى رشيد على تارودانت وهي مدينة في أقصى سوس بها أنهار جارية وبساتين مشتبكة وفواكه مختلفة، وأسعار رخيصة، والطريق منها إلى أغمات وريكة في أسفل جبل ليس بالأرض مثله إلا القليل في العلو وطول المسافة واتصال العمارة وكثرة الأنهار والفواكه، وبأعلى هذا الجبل أكثر من سبعين (١) حصنا وقلعة، منها حصن منيع هو عمارة محمد بن تومرت ملك المغرب، إذا أراد أربعة من الناس أن يحفظوه من أهل الدنيا حفظوه لمنعته (٢).

فوقع فتح المدينة رابع صفر واستولى على هشتوكة يوم الأحد ثامن عشر صفر وقتل منهم نحو الألف ونصف فيما قيل، واستولى على أهل الساحل ومات منهم أزيد من أربعة آلاف على ما قيل يوم الأحد خامس عشر صفر، وفى مهل ربيع الأول أخذ أهل إيليغ دار ملك سيدى على بن حسُّون، ومات منهم بسفح الجبل نحو ألفين على ما قيل، وفى سابع ربيع الأول قتل بفاس خليفة السلطان نحو ستين من أولاد جامع، وعلقوا بالبرج الجديد لأجل قطع الطريق هـ (٣).

قال الأسير مويت: ولما تم الأمر للرشيد على الشبانة عام تسعة وستين وستمائة وألف [ميلادية]، توجه إلى مراكش، ثم بعد ذلك وردت عليه كبراء الشبانات ببيعتهم فأمنهم، ثم جند الجنود منهم ومن غيرهم وتوجه إلى حاحة فكان لا يمر بقبيلة إلا بايعه أهلها لما يعلمونه من شدة بأسه، وكان وما معه من الجنود يبلغ ٦٣ ألفا منهم ٢٥ ألفا من الفرسان.

ولما قرب من سوس أراد أهل الجبال أن يمنعوه من المرور إلى تارودانت فحاربهم وقهرهم، ولما قرب من أكادير تلقاه أهلها وبايعوه، ثم توجه نحو إليغ


(١) في نشر المثانى المطبوع: "من عشرين" وفى إحدى نسخه الخطية (من سبعين) كما هنا.
(٢) نشر المثانى في الموسوعة ٤/ ١٥٦٥.
(٣) نشر المثانى في الموسوعة ٤/ ١٥٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>