وكأن ناظر وجهه متعلل ... من شرب أقداح وصرف عقار
وجه كمنبلج الصباح تخاله ... إذ ما تراه طالع الأقمار
لا يلتقى إلا بوجه ضاحك ... والبشر يحسن في ذوى الأقدار
لله منه مجالس كانت تقـ ... ـضى بالعلوم الباهرات لقارى
لله منه تواضع في رفعة ... ومهابة وجلالة ووقار
لله منه تسارع لصنائع الـ ... ـخيرات يسبق نحوها ببدار
يا رحمة لذويه بعد بعاده ... عنهم فمن لهم بطيب قرار
يا رحمة للزائرين ربوعه ... من صاحب أو خادم أو جار
من ذا يقابلهم بوجه باسم ... وبمبسم بنواله المدرار
لكن بعد الله في إخوانه ... وبنيه خير مخلف مختار
فهم لنا من بعده نعم المعز ... ى فيه إذ هم سادة الأخيار
فالله يكسوهم من الصبر الجميـ ... ـل على مصابه سابغ الأستار
والله يسكنه فسيح جنانه ... في جيرة الأرسال والأنصار
وينيله أعلى الفرادس لابسا ... من سندس خضر أعزّ دثار
لا زال قبره في رياض ناعم ... تهمى عليه سحائب الأسرار
يغدو به مترفعا متقدسا ... ويصير من علياه خير مزار
أرخ وفاته دون (حم) ولتقل ... (قد نال في أخراه عز جوار)