للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويذاكرهم في الحديث وفقهه والآداب وأيام العرب، وكانت له اليد الطولى في جميع ذلك، وكان يحصل له النشاط التام بالمذاكرة معهم في العلوم، وكثيرا ما يقول لهم على سبيل التأسف: والله لقد ضيعنا أعمارنا في البطالة واللهو في حالة الشبيبة.

ورتب أوقاتا لسرد الأحاديث النبوية والتفهم في معانيها مع قادة علماء وقته وضبطها ضبطا محكما لا يكاد يتخلف وقت منها، وانتقى جماعة من أعيان فحول علماء دولته لسمره ومجالسته، فكان يملى عليهم الحديث النبوى ويؤلفونه على مقتضى ما يشير عليهم به، منهم العلامة الحجة أبو عبد الله محمد بن أحمد الغربى الرباطى، وأبو عبد الله محمد بن المسير السلوى، وأبو عبد الله محمد الكامل الراشدى، وأبو زيد عبد القادر بوخريص، وأبو محمد بن عبد الصادق، وأبو الحسن على بن أويس الفيلالى، وأبو محمد عبد السلام بن بوعزى حركات السلوى، هؤلاء هم المخصوصون من أهل مجلسه بالتأليف والدراسة والخوض في جمع ما يملى عليهم، ويأمر بتدوينه طبق ما يريد.

وجلب المحدثين من فاس ومكناس لمراكش، كالعلامة الشريف مولاى عبد الله المنجرة أخ مولاى عبد الرحمن، والفقيه الأديب أبى عبد الله محمد بن الشاهد، نقلهما إليها من فاس، وأبى العباس أحمد بن عثمان مار الترجمة نقله إليها من مكناس، والسيد محمد بن عبد الرحمن الشريف نقله إليها من تادلا، وأبى الفضل الطاهر السلوى، والشيخ الطاهر بن عبد السلام فرقهم على مساجد مراكش لتدريس العلم ونشره بين العباد، ثم يحضرون مجالسه بعد صلاة الجمعة للمذاكرة في الحديث والتفهم في معناه، وكان له اعتناء خاص بمولاى عبد الله المنجرة، وأخيه مولاى عبد الرحمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>