فكان منهم في عهد المرابطين شاعرهم أبو بكر بن الصيرفى الغرناطى (-٥٥٧) وكان في عهد المهدى والموحدين مؤرخون منهم: "صاحب الأنساب" في معرفة الأصحاب أصحاب الإمام المهدى، وأبو بكر بن على الصنهاجى البيذق صاحب "تاريخ الموحدين"، وعبد الواحد بن على التميمى المراكشى مؤلف "المعجب" وغيرهم كالقاضى يوسف بن عمر الإشبيلى وابن حمويه السرخسى والقاضى الأكرم على بن يوسف القفطى (٥٦٨ -) صاحب تاريخ المغرب ومن تولاه من الموحدين فلما انقرضت دولتهم وقام المرينيون بجليل أعمالهم ونضجت في عهدهم الحضارة بالمغرب قام بتدوينها أصحاب الذخيرة السنية وروضة النسرين وروض القرطاس وشاعر ذلك العصر الكاتب عبد العزيز الملزوري في نظم السلوك وغيرهم كالسفير الخطيب بن مرزوق في المسند الصحيح الحسن في مآثر أبى الحسن وكاتب الدولة ابن خلدون وضيفها ابن الخطيب في آثاره، ثم دالت الدولة للوطاسيين منهم فما لبثوا بها إلا أياما واستلمها منهم السعديون، فظهر بليغهم الوزير الفشتالي بمناهل الصفا والجزولي بالنفحة المسكية، والرئيس ابن عيسى بالممدود والمقصور من سنا الملك المنصور، وابن القاضي بالمنتقى المقصور ودرة الحجال، وغيرهم بغير ذلك، ثم صار الأمر للعلويين فكان لهم مثل ما تقدم فكتب عن صدر دولتهم اليفرني ثم تلاه ابن إبراهيم الدكالي والغزال والضعيف والزياني، ومثله في الدولة العلوية كمثل ابن القاضى في الدولة السعدية في الاعتبار بالتاريخ والتدوين فيه، واكنسوس وابن الحاج والسملالي والسباعي وصاحب الاستقصاء وغير هؤلاء.
ومن المؤرخين طائفة تخللت تلك الأدوار وعاشت في ظل أفيائها ولكنها انتحت بكتبها ناحية خاصة منها، ولهؤلاء في ذلك طرق مختلفة وأساليب شتى:
فمنهم من كان ذا منزع صوفى فرأى الاقتصار على أخبار الزهاد والمتصوفة، وعددهم في هذه الأمة كثير ولهم فيها أى تأثير، وتدوين أحوالهم وما يتصل بهم