للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا وقد كنا قدمنا أن الغاية المذكورة هى من تحبيس سيدنا الجد الأكبر المولى إسماعيل على الحرمين الشريفين حسبما صرح بذلك مؤرخو الدولة الزيانى وأكنسوس وغيرهما، وعليه فلا وجه لإعادة تحبيس المترجم لها بعد على الصفة المذكورة، اللهم إلا إذا اعتبرنا ما أحياه منها بعد إتلاف جل زيتونها زمن الثورة الاستبدادية التي كانت بين أنجال الجد المذكور والجيش البخارى وبعد وفاته ويأتي مفرقا في تراجمهم.

ومن أحباسه تحبيسه لغابة زيتون ابن الأشقر الشهيرة بجبل زرهون، على عموم الشرفاء العلويين سكان الجبل المذكور، وخصوص أبناء المولى إسماعيل سكان مكناس، يختص أهل زرهون بالنصف منها، وأهل مكناس بالنصف الباقى.

ومن ذلك أوقافه على المارستان بفاس ومراكش وأوقافه بالحرمين الشريفين.

ومن ذلك تحبيسه خزانة الكتب الإسماعيلية التي كانت بدويرة الكتب من مكناس، وكان أمره بذلك سنة ١١٧٥ وكانت تزيد على الاثنى عشر ألف مجلد، فرقها على جميع مساجد المغرب ولا تزال بقاياها موجودة إلى الآن.

ومن ذلك كتب التاريخ والأدب التي أوقفها بمصر والإسكندرية، فقد ذكر الزيانى في الترجمانة الكبرى أنه لما بلغه أن ولده مولاى على خليفته على فاس اعتنى بسرد كتب التاريخ والأدب أمره أن يبعث له بما عنده منها بفاس، فوجهها له وجمع ما عنده منها بمراكش، إلى أن اجتمع عنده عدة نسخ من ابن خلدون، وابن خلكان، وقلائد العقيان، والأغانى، ونفح الطيب، وتآليف ابن الخطيب، وملأ منها صناديق ووجها مع الكاتب الصنهاجى يوقف بعضها بمصر وبعضها بالإسكندرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>