ثمت عاد ثانيا سفيرا ... في عهد نجل مصطفى (١) ظهيرا
لأجل أن يفتدو الأسارى ... من كل أقطار لدى النصارى
بمائتى ألف من الريال ... مع ثلاثمائة من مال
وشاء من عبد الحميد (١) أن يرا ... برأيه في فكها محررا
فوجه التركى بسفن أربع ... لمالطة لأجل فصل المنزع
فتم الافتدا بذاك المال ... وعظم الأجر بكل حال
انافت الأسرى على العشرينا ... من الألوف عددا مبينا
ذكره مؤرخ تركى ... (جودت) عثمانى به حرى
وخاطب الصدر السفير هايرا ... أميرك القرض لنفع غزرا
فقال ممكن له ما ترتضى ... وليس يعتاص كهذا الغرض
وكان من أمر غزير السلف ... ما جل ذكره لعهد الخلف
وكم لهذا الشيخ من سفارة ... عادت بربح القطر والعمارة
حج وزار ورأى المعالما ... وقيد (الرحلة) فيما أبهما
ثم إن المترجم وجه خديمه الرئيس عبد الكريم راغون التطوانى سفيرا سنة ١١٨٠ للسلطان مصطفى، وأصحبه كتابا يتضمن التعزية فيما أصاب الأسطول العثمانى من الروس وزوده بهدية نفسية للسلطان مكافأة له على هديته التي أرسلها مع بنانى وابن عبد السلام.
ولما دخلت سنة إحدى وثمانين ورد الحاج عبد الكريم المذكور من سفارته عند السلطان المذكور ومعه هدية عظيمة أعظم من الأولى، تشتمل على مركب
(١) في هامش المطبوع: "الصواب أن عبد الحميد أخ لمصطفى".