عقب تاريخ هذا الكتاب، وجملتهم اثنا عشر، صانهم الله في الورد والصدر، يعلم منه أنه لما ثبتت لدينا نجدتهم، وتحققت عندنا ثقتهم وأهليتهم، قلدناهم بعون الله خطة النقابة على الأشراف بحضرة فاس القرويين عمرها الله.
وأذنا لهم في تصفح الرسوم الحادثة والقديمة، والبحث عن أصول المنتسبين للنسبة الطاهرة الكريمة، والاطلاع على ما في أيديهم من البينات والعقود، والنظر في الموجبات والشهود، وتصحيح النسبة وإبطالها بالموجب الشرعى، والوجه الواضح المرعى، على السنن المعروف، والنهج المعهود لمن قبلهم والمألوف.
وحسبهم أن يحكموا في ذلك بالظاهر، والله سبحانه يتولى السرائر، وعليهم حفظهم الله بالتثبت واتباع الشريعة ونبذ الشهوات، وإمعان النظر فيما يرجع للخطة المذكورة من الجزئيات والكليات، وكل من أثبتوه أثبتناه، ومن نفوه نفيناه، استنادا منا لأمانتهم وحسبهم، واعتمادا على ديانتهم وشريف نسبهم، تقليدا تاما صحيح المبنى، شاملا لجميع من كان من أهل فاس بالأصالة أو بالسكنى، ونأمر أهل الدعوات الذين يدعون هذه النسبة الشريفة ويزعمونها أن يتكلموا معهم فيها ويعملوا بقولهم، ولا يخرجوا عن رأيهم وحكمهم، ومن نازعهم فيما قلدناهم، أو عارضهم فيما وليناهم، فليكن من العقوبة على وعد إن شاء الله، وحسب الواقف عليه من القضاة، والحكام والولاة، أن يعمل بمقتضاه، ولا يتعدى ما أبرمه أمره الشريف وأمضاه، والسلام وفى أواخر جمادى الأولى من عام واحد وسبعين ومائة وألف.
ذكر السادات الشرفاء الموعود بذكرهم صدر الكتاب:
مولاى عبد المالك بن مولاى أحمد الحسنى العمرانى الجوطى، مولاى عمر ابن مولاى حم الحسنى الجوطى، مولاى الطب بن مولاى حفيد الحسنى الجوطى، ولد عمه مولاى عبد الله بن عبد الرحمن الحسنى الجوطى، مولاى هاشم بن