للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما أراد الله تعالى إكمال منته، وإتمام نعمته، وجزيل عطيته، ورد علينا مسند الإمام أبى عبد الله محمد بن إدريس الشافعى، ومسند أمير المؤمنين في الحديث الإمام أحمد بن حنبل فاعتكفت على قراءتهما، ودأبت على مطالعتهما ومراجعتهما، فبعثنى صدق النية، وفرط محبتى للسنة النبوية، على جمع عيون من كلام خير البرية وسلكت فيها مسلكا لم أسبق إليه، ونسجت على منوال لم نر من نسج عليه، وسميته (الفتوحات الكبرى) فجاء بحمد الله كتابا بديع التصنيف حسن الترتيب والترصيف، يعد في المسندات.

ثم بَدَا لى أن أجمع أربعمائة حديث من مسانيد الأئمة الأربعة، أصحاب المذاهب المتبعة، خاصة بهم دون غيرهم مائة حديث لكل واحد منهم، فأعدت قراءة المسانيد المذكورة مرة أخرى واستخرجت منها على الوجه المذكور كتاب (الجامع الصحيح الأسانيد) ثم ظهر لى أن أجمع هذه المصنفات الثلاثة التي هى الفتوحات الصغرى والفتوحات الكبرى والجامع الصحيح الأسانيد وأضم بعضها إلى بعض، وأرتبها على أبواب الفقه وأضيف إليها من حديث الأحكام، ما يكمل به الغرض والمرام، مأخوذا ذلك كله من الكتب الستة المذكورة التي هى مسند الإمام أبى حنيفة النعمان بن ثابت، ومسند الإمام مالك بن أنس المسمى بالموطأ، ومسند الإمام محمد بن إدريس الشافعى، ومسند أمير المؤمنين في الحديث الإمام أحمد بن حنبل، ومسند الإمام سيدى محمد بن إسماعيل البخارى، ومسند الإمام أبى الحسين مسلم بن الحجاج النيسابورى.

فأضفت ذلك كله بعضه إلى بعض، ورتبته على أبواب الفقه وفصوله، ليسهل أخذ الحكم من قواعده وأصوله، وسميته كما تقدم بالجامع الصحيح الأسانيد، المستخرج من ستة مسانيد، فجاء بحمد الله كتابًا بديعا نافعا، ولما يحتاجه الطالب من أدلة الحلال والحرام جامعا، جعله الله خالصا لوجهه الكريم، ومقربا من رضوانه العميم".

<<  <  ج: ص:  >  >>