ديما ترى وجه الدموع وتفترى ... وتصوب طورا في الضريح وتصعد
خرجوا به تتلوا المعالى خلفه: ... (اليوم عهدكم فأين الموعد)
وبكت قلوب كالحديد لفقده ... فرأيت كيف يذوب ثم الجلمد
يا تربة ضمت على أعضائه ... يهنى رحابك غار منك الفرقد
هذا نسيمك إن تنسم راحة ... مهما يراوحنا وتربك إثمد
لازالت الرحمات تغشى روحه ... يجرى بها أبدا عليها سرمد
وتقدست نفس له بمكان ما ... يتنافس المتنافسون ويجهد
نزلا يكون له الرضا من ربه ... ومقام صدق في النعيم ومقعد
والله أكرم ما استعيض فعاضنا ... عوضا خليفته الأشم الاجود
ما غاب مولانا وفرقد سعده ... حتى بدا وجه اليزيد المسعد
عادت لنا الحسنى وكانت فارقت ... والعود من بعد التفرق أحمد
إلى أن قال:
يا أهل إسماعيل يا أهل الوفا ... يا من لهم ذاك العلا والسودد
القائلين الفاعلين المطعميـ ... ـن المصطلين لنار حرب توقد
ما منكم إلا زعيم ماجد ... شيخ وكهل في الكمال وأمرد
هذى الخلافة ما تعدت بيتكم ... فارعو المعروف المهيمن وأحمد
بيت له عند الملوك جلالة ... وهم لديه راكعون وسجد
بيت له شرف أشم وعزة ... ومهابة وصلابة وتسدد
بيت (يزيد) مليكه وبنو أبيـ ... ـه معاضدوه فكيف لا يتأيد