للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع الكبير بداخله "محمد بن عبد الرحمن الله وليه" وبزوايا خاتمه السليمانى "وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب" ثم اسم الجلالة ومحمد وأسماء الخلفاء الأربعة وبدائرته ومن تكن إلخ البيتين: "كتابنا هذا اسماه الله وأعز أمره، وأطلع في سماء المعالى شمسه المنيرة وبدره، يستقر بيد حملته أحفاد شيخنا الفقيه الأستاذ المقرئ البركة سيدى محمد بن عبد الواحد الزجلى ثم الفاسى المعروف هو وقومه بأولاد ابن تمو، وهم أولاد ولديه الموقت الحيسوبى السيد على، وأخيه الحاج محمد ويتعرف منه بحول الله وقوته، وشامل يمنه ومنته، أنا سدلنا عليهم أردية التوفير والاحترام، وحملناهم على كاهل المبرة والإنعام، والرعى الجميل المستدام، وأسقطنا عنهم التكاليف المخزنية، والوظائف السلطانية، لما لجدهم علينا من الحق بتعلم كتاب الله العزيز ولانتمائهم للنسبة الشريفة، ولانخراط البعض منهم في سلك خدمتنا السعيدة، فمن حام حول حماهم بما يخالف هذا فلا يلومن إلا نفسه، ونأمر الواقف عليه من خدامنا وولاة أمرنا أن يعمل بمقتضاه، ولا يحيد عن كريم مذهبه ولا يتعداه، صدر به أمرنا الشريف المعتز بالله في رابع قعدة الحرام عام ١٢٨٥".

وكان ذكيا زكيا فاضلا جامعا لأوصاف الخير والنبل، محبا في العلماء محسنا إليهم معتنيا بشأنهم، مشاورا لهم لا يبرم أمرًا دونهم، له باع طويل وقدم راسخ في العلوم العقلية كالحساب والتوقيت والتنجيم والهندسة والهيئة والموسيقى، درس تلك الفنون بالنقد والتحرير، وختم كتاب إقليدس في الهندسة عام واحد وسبعين ومائتين وألف.

أحيا رحمه الله دارس تلك العلوم، ونفق في زمانه سوقها بعد الكساد وأسس مدرسة لتلك الفنون في خلافته على عهد والده المقدس جوار القصر السلطانى من فاس الجديد تخرج منها جماعة من الطلبة النجباء النبلاء، منهم الفئة

<<  <  ج: ص:  >  >>