للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما ختمت أنفاسه أجمع أهل الحل والعقد بالعاصمة المذكورة على بيعة المترجم، وقال أبو عيسى المهدى ابن سودة المرى في كناشته ومن خطه نقلت: كانت بيعته بمكناس في الساعة السابعة من يوم الثلاثاء فاتح صفر العام انتهى.

وتبعهم على ذلك أهل فاس وغيرهم من الإيالة المغربية ولم يختلف فيها اثنان لما أنسه الناس فيه وسابروه من عدله وتقاه وسيره في الرعية على أقوم سنن، ووجهت له البيعات مع وفود التعزية والتهانى.

ولم يكن لديه من الخبر إلا أن والده مريض، فلم يرعه إلا ورود الخبر من أخيه المولى العباس والصدر أبى عبد الله محمد الصفار التطوانى بأن أباه قد أشرف، فخرج من مراكش مزعجًا كى يدرك والده حيا، ولما صدر عن العاصمة الجنوبية بيوم أو يومين بلغه نعى والده وبيعات العاصمتين مكناس وفاس ومن انضم إليهما من القبائل والقرى، فوجهها لمراكش وسار هو إلى أن حل بالعاصمة المكناسية في صفر وأقام بها إلى ثانى ربيع الثانى كما قرأت ذلك بخط العلامة القاضى أبى عيسى المهدى ابن سودة المذكور.

ولما وصلت البيعتان المكناسية والفاسية للعاصمة المراكشية اجتمع أهلها بجامع الكتبيين كما حضر معهم العسكر السوسى، وأعيان الرحامنة، وأهل الحوز، والدير وغيرهم، وحضر معهم كبار إخوته وفى طالعتهم أبو الحسن على العلامة المشارك، وعامل البلد أحمد بوستة، وباشا الجيش القائد إبراهيم الأجراوى، وعمال الرحامنة وشرفاء البلد وعلماؤها، فلما غص الجامع بالخلائق قرئ عليهم الكتاب المتضمن للأخبار بموت السلطان أبى زيد والبيعة لولده المترجم فلم يختلف في ذلك أحد، ولا استنكف ولا جحد، فاتفق رؤساء ذلك المشهد على كتب البيعة المحمدية.

<<  <  ج: ص:  >  >>