وبعد: وصلنا كتابك متضمنا لما ذكره نائب دولة الصبنيول من أنهم استبطأوا الجواب عن قضية امليلية التي تضمنها الكتاب الذى قدم به الطالب إدريس بن إدريس، وأوضحوها له بمالقه، فاعلم أنا قدمنا لك جوابه صحبة فارس توجه به من حضرتنا العالية بالله ورقاص راجل ورد من عندكم ولا يكون الآن إلا وصلك، وحاصله أنا لم نقصر في قضاء مرادهم لا في جهة المال الذى وجهناه صحبة أمناء أربعة لأرباب البلاد، ولا في تذكيرهم ووعظهم ولا في غير ذلك، وأن موجب تأخير توجيه المدد لجبرهم على تسليم الحدود هو ما نحن فيه من إصلاح قبائل الحوز، وأنا بمجرد رجوعنا للغرب نبعث عددا معتبرا يقضى به الغرض في أولئك الممتنعين، وأوضحنا لك العذر في ذلك بأبسط من هذا، والمحبة تقتضى قبول الأعذار ولا يفوتهم شئ من ذلك بحول الله وقوته والسلام ١٩ رمضان عام ١٢٧٩".
وقد أجابت الملكة عن هذه السفارة المغربية بسفارة إصبانية وجهتها من قبلها كما يدل على ذلك هذا الظهير:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش أعانك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: وصلنا كتابك أخبرت فيه أن نائب دولة الصبنيول رجع من عند دولته لطنجة باشدورا وصحب معه كتابا لجانبنا العالى بالله من عند سلطانته ليدفعه بيده وعزم على السفر بإذن دولته من طنجة للصويرة بحرا، ومنها يقدم على حضرتنا العالية بالله في التاريخ الذى بينت صحبة من في التقييد الذى وجهت من أعيان ٦ النصارى والأعوان ١٢، بقصد تجديد المحبة القديمة التي بين أسلافنا الكرام وبين دولتهم وطلب منك إعلامنا بذلك لنيسر له ما هو معلوم للباشدورات المحبين لدينا المقبولين عندنا، كما طلب أن لا يقيم بالصويرة إلا يوما واحدا وأن يرفق به في