إلى المقام الأعلى والجناب الأسمى السلطان ذى الشوكة العظمى
سيدى محمد
إمبراطور المغرب وسلطان فاس وسوس
صديقنا الأعز الحميم: لقد ألمنا خبر وفاة والدكم الجليل القدر، وقد كان متحققا مثلنا بلزوم تثبيت العلائق بين الدولتين وشد عرى حبل المسلم والمودة بين الشعبين، وقد كانت بدت بعض السحب في سماء صداقتنا ولكن انقشعت بكل سرعة ولن تعود للظهور أبدا، وها نحن نأسف على شخصه ونكرم ذكره، والذى يسلينا عن فقده ويلهم قلبنا بعض السلوى عنه هو قبضكم على عنان إمبراطورية المغرب، ولا يخفى عنا ما لكم من الأمانة التي أهلتكم لتبؤ عرش الملك، كما أننا على خبرة بما لكم من الفراسة التي تمتازون بها والتى ستكون باعثة على عدم استماع النصائح التي يبديها لكم المظهرون خلاف ما يبطنون، قصدا منهم لستر الحقائق عن نظركم.
وقد وقعت منا عبارات تأكيد الصداقة بيننا موقع القبول لكوننا نحب المسلم من غير أن نخاف الحرب، ولكوننا نرتاح غاية الارتياح عندما نضع يدنا في يد صديق لنا، فلتكن إذا علائق الصداقة رابطة بيننا، ولا ينبغى أن تكون تلك الصداقة اسما بدون مسمى، بل ينبغى أن تكون في المعاملات وتظهر في احترام المعاهدات في احترام علم فرنسا في احترام أشخاص وأملاك جميع من يستظل بها.
ثم إن رعاياكم القاطنين بإقليمنا أو بالجزائر لن يزالوا ضيوفًا لدينا وأصدقاء لنا، لن تنس فرنسا قط أن إمبراطورية تتشرف بحماية الأجانب عنها، وأن اتباع العدل والتخلق بالأمانة من الإقرار بعظمة الله.