وبعد: وصلنا كتابك مخبرا بأن باشدور الفرنصيص أخبرك بأن وزيرهم كتب له كتابًا أمره فيه على وجه السر، بأن يطلب من جانبنا العالى بالله توجيه اثنين من عتاق الخيل من الطبقة العليا على وجه العارية بحيث لا كلفة فيها في الذهاب ولا في الإياب، حتى إن اقتضى النظر توجيه رجلين معهما للاحتفاظ بهما يرجعا معهما فذاك المطلوب عندهم، وعرفنا ما ذكره لك من أن هذا المطلب بإشارة سلطانهم، وأنه نبه على أن لا يقع بهما إنعام من جانبنا العالى بالله، وبين أن الحامل على هذا هو المباهاة والاشتهار بمحبتهم في جانبنا العالى بالله.
فاعلم أن عادتنا أن ما خرج من جانبنا الشريف من مثل ذلك لا يرجع، وفى رجوعه معرة، فأما ما هو بصدد الذهاب والرجوع فهو موكول للتجار المكلفين بذلك وهم أعرف بما يرتكبونه فيه والسلام في ٧ شوال الأبرك عام ١٢٨٣".
ثم بعث لفرنسا بعد ذلك نائبة بطنجة السيد محمد بركاش سفيرًا وروده بهذا الظهير المخاطب به الإمبراطور نابليون ونصه:
"الحمد لله وحده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم من عبد الله المتوكل على الله المفوض أمره إلى الله أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين وهو: (الطابع الكبير).
أبد الله نصره، وزين بالخيرات عصره، إلى المحب العزيز الملحوظ لدينا بعين الاعتبار والتعظيم، والمخصوص عندنا بمزيد الأثرة والتقديم، الذى أعطته الرياسة قيادها، وأدركت به السياسة اعتيادها، عظيم جنس الفرنصيص المفخم المكرم السلطان نابليون الثالث.