وكان يضيق ذرعه من مخالطة من لا يحفظ لسانه عن الغيبة وغيرها من كلام الهجر، ويتمنى أن لو وجد رفقاء يعينونه على الخير، فدله بعض الناصحين على الشيخ الصالح أبى محمد عبد الله بن حمد وأصحابه، فارتحل إليه بمدينة مكناسة فظفر ببغيته، وصار كما قيل وافق شن طبقة، وافقه فاعتنقه.
وقرأ البخارى بمكناسة عند خزانة الكتب من مسجدها الأعظم، وكان بينه وبين شيخ الجماعة أبى محمد عبد الله العبدوسى وُدّ وَإخاء، وكل منهما يفيد صاحبه.
قال ابن غازى: حدثنى شيخنا القورى أنه -يعنى المترجم- مرضت إحدى يديه فلم يتمكن له مسح أذنيه إلا باليد الصحيحة، فمسح اليمنى وأراد مسح اليسري فأشكل عليه الأمر في استئناف الماء، ولم يذكر فيه نصا وجدد فكتب لصاحبه العبدوسى يخبره بما فعل، وهل عنده فيها نص فأجابه لا أذكر فيها نصا، ولو نزل بى مثله لفعلت فعلك.
مشيخته: أخذ عن فحول علماء بلده تلمسان، وعن شيخ الجماعة بفاس أبى موسى عيسى بن علال المصمودى، وعن الولى الصالح المتبرك به حيا وميتا عبد الله بن محمد بمكناس.
الآخذون عنه: منهم العلامة أبو زيد القرمونى وجماعة.
مؤلفاته: منها الوثائق المجموعة في جزءين.
وفاته: توفى مطعونا عام ثمانية عشر وثمانمائة طعن وهو يقرأ البخارى بالمسجد الأعظم، فحمل لبيته في المدرسة فلقن عند الموت، فقال لمن لقنه: الشغل بالذكر عن المذكور غفلة.