شيوخه: قال أبو عبد الله محمد العربي بن محمد البصرى في الباب الرابع من كتابه منحة الجبار، ونزهة الأبرار، وبهجة الأسرار، في ذكر الأقطاب والأولياء والأشراف والعلماء الأخيار، إنه تلا بالسبع على الإمام أبى العباس الحباك المتوفى سنة ست وثلاثين وتسعمائة، واستجازه فأجازه فيها وفيما يتعلق بها من كتب القراءات مع الألفية والرسالة والبردة كما هو دأب أهل الإجازات، ونص ذلك:
"يقول العبد الفقير إلى رحمة مولاه، الغني به عمن سواه، أبو العباس أحمد بن الشيخ المكرم الوثايقى الملحوظ المبارك الأسعد أبى عبد الله محمد بن الشيخ المكرم المرحوم أبى عبد الله محمد الأنصارى عرف بالحباك سمح الله له، وسدد قوله وعمله، إن الشاب الطالب النجيب، الكيس الحاذق اللبيب، أبا عبد الله محمد بن الشيخ الأجل، الأفضل الأكمل، أبى زيد عبد الرحمن بن عبد الله ابن عمر الولهاصى المكناسى الدار المدعو بابن بصرى شرح الله صدره، ورفع بالعلم والعمل الصالح قدره، وقواه وأرشده، ووفقه وسدده، كان ممن تردد إلى، وتوخى المثول بين يدى، واعتمد في قصده على ما لدى، فقرأ علىّ القرآن العظيم، المنزل على سيدنا محمد المصطفى الكريم، من فاتحته إلى خاتمته ختمة واحدة، جمع فيها بين قراءة الأئمة السبعة المشهورين، رضوان الله عليهم أجمعين، وأدرج في ذلك الإدغام الكبير لأبى عمرو بن العلاء وكل ذلك بطريق التيسير للحافظ أبى عمرو الدانى، وملخصه حرز الأمانى، ووجه التهانى؛ للإمام أبى القاسم الشاطبى رحمه الله تعالى.
ولما كمل له ذلك على على نحو ما ذكر من التعيين والتفصيل، وكان من أهل التجويد للقراءات مع الضبط لأحكامها والتحصيل، سأل منى وفقه الله تعالى أن أجيز له ذلك وأشهد له به في كتاب، ليرتفع به عنه تخالج الظنون وخطرات الارتياب وليكون بيده حجة ساطعة، وبنبله وثبات نقله بينة قاطعة، كما جرت بذلك عادة الأئمة، ومعتمدى هذه الأمة، فأجبته إلى ما سأل، وأسعفته فيما رغب