وشهد به عليه بأكمله وعرفه في أواسط ذى القعدة الحرام عام خمسة وتسعين ومائة وألف محمد بن عبد الله الرجراجى لطف الله به، وعبد الرحمن ابن الحاج قاسم الفلوسى وفقه الله آمين.
وبعده: الحمد لله أعلم بقبولهما عبد الله سبحانه وتعالى محمد الطيب بن محمد بصرى وفقه الله بمنه ولطف به.
وبعده بخط نائب من يجب لمغيبه: أعملته انتهت قابلها بأصلها فماثلته وأشهده الفقيه الأجل، العالم الأفضل، نائب قاضى الجماعة لمغيبه بمدينة مكناس، وهو الكبير بن أحمد العوفى تغمده الله برحمته أعزه الله تعالى وحرسها، بأعمال المنصوص عنده الإعمال التام لأعماله لديه بواجبه، وهو حفظه الله تعالى بحيث يجب له ذلك من حيث ذكر، وفى التاسع والعشرين من رمضان المعظم عام أربعة ومائتين وألف عبد الله سبحانه وتعالى فلان بشكله ودعائه وعبد ربه سبحانه وتعالى فلان بشكله ودعائه".
وقد أخبرت على لسان أهل العدل أن كرامات المترجم تواترت لدى الخواص والعوام من قدماء أهل بلدتنا المكناسية، من ذلك ما حدثني به بعض المبرزين الموثوق بأمانتهم وديانتهم من العدول أهل العلم والثبات عن بعض الأساتذة الطاعنين في السن، أنه سمع بالتواتر على ألسنة أهل الصدق والدين أن المترجم دخل يوم عيد أضحى لدار من دور حومة حمام الحرة حيث مدفنه الآن، فوجد ربة الدار تشوى كبد أضحيتها وهى تبكى، فاستفهمها عن سبب بكائها فأخبرته بأنها تذكرت ولدًا لها ذهب حاجا في ذلك العام، وأنها لم يطب ولم يهنأ لها أكل ذلك الكبد دونه، فقال لها: ناولينى حظه فناولته قطعًا من ذلك الكبد في آنية، وجعلت له مع ذلك خبزة، فأخذ منها ذلك وخرج، ثم رجع لها من حينه، وقال لها: قد أعطيته ذلك فشكرته، والله أعلم بما يخامر ضميرها.