حاله: ميقاتى فاضل معدل، حيسوبى ماهر، انتهت إليه رياسة التوقيت والتعديل وما يتعلق بذلك في زمانه، مع سمت حسن، ودين متين، فقيه أديب، لبيب زكى ذكى، كاتب بارع، ذو أخلاق مرضية، وأفعال سنية سنية، نزيه وجيه حيى أريحى مهذب، له اليد الطولى في الإنشاء والترسيل بديع الخط، رحل لفاس. ولازم فطاحل جلة أعلام مشايخها حتى فتحت له النجابة بابها وأدخلته المهارة حجابها، فرجع لمسقط رأسه مملوء الجراب آية في الفهم والإدراك لا يجارى ولا يبارى، فتولى رياسة التوقيت بالمسجد الأعظم بالحضرة المكناسية قبل وفاة والده إمام الفن المرجوع إليه فيه على عهد سيدنا الجد السلطان مولانا إسماعيل قدس الله روحه، وكانت توليته الوظيف المذكور عام ثمانية وعشرين ومائة وألف، وكان السلطان المذكور يجله ويبجله، وقفت على ظهير بإسناد الوظيف المذكور إليه ودونك نصه:
"الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، عن أمر عبد الله المتوكل على الله، المفوض جميع أمره إلى مولاه أمير المؤمنين، المجاهد في سبيل رب العالمين، الشريف الحسنى إسماعيل بن الشريف الحسنى الله وليه أيد الله بعزيز نصره أوامره، وظفر جنوده وعساكره، وخلد في الصالحات مآثره.
يستقر بعون الله تعالى هذا الظهير المبارك بيد حامله المتمسك بالله ثم به الفقيه الوجيه، المعزاوى النزيه، الموقت المعدل السيد محمد بن عبد الرحمن الفاسى لقبا المكناسى دارا الشاوى أصلا، يتعرف منه أننا حيث ثبت لدينا بتعريف من وثقنا بتعريفه الإمامة والعدالة والمعرفة والتوقيت وأحكامه وآلاته، وليناه خطة التوقيت بالمستودع من الجامع الكبير من حضرتنا العالية بالله، ومباشرة آلة التوقيت ليلا ونهارا، مواظبا على ذلك، ملازما لمحله وشغله منقطعا إليه دون معارض له ولا