للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في جمع العبيد، فكان ابتداء أمرهم أن ينادى في الأسواق في الحواضر والبوادى من يرد خدمة السلطان من العبيد فليأت إلينا إلى أن كان من ذلك ما نبسطه في محله بعد بحول الله وقوته.

تنبيه: قد رأيت لعدة من المؤرخين إنهم ذكروا في حق مولانا فخر الملوك أبي الظفر مولانا إسماعيل أنه كان يسترق الأحرار المسلمين بالحراطين، وتمالئوا على ذلك وصرحوا بأن الاسترقاق وقع منه في غير محله الشرعى، وهذا لعمرى من الكذب المفترى ولكن الجهل بالحقيقة أورثهم أن تقوّلوا ما لما يكن، وبنوا على غير أساس، ودونك الآيات البينات، فقد وقفت لى عدة دفاتر كتبت على عهده رحمه الله وقدس سره أشرفت منها في القضية على كمال الاحتياط في استرقاق أولئك العبيد وجمعهم، إذ صنيعه فيه عقد التراجم، لما في كل مدشر من مداشر القبائل الهبطية من العبيد ذكورا وإناثا، ثم ذكر وثيقة مسجلة على قاضى مدينة القصر في حينه، وشكل القاضى المسجل عليه قائم العين به إلى الآن تتضمن تلك الوثيقة ذكر كل فرقة بذلك المدشر من الوصفان وذكر مالكهم وإثبات ملكه لهم وبيان وجه صيرورتهم له من شراء ونحوه، وبيان من تزايد لتلك الفرقة هناك بصفات كل المعينة له، ومن مات منهم، ومن هو في قيد الحياة، وبيان استمرار الملك للمالك إلى أن مات وخلفهم لورثته وهم فلان وفلان لخ، كل ذلك بشهادة الأعيان من علماء وعدول وغيرهم معتمدين فيمن أدركوه منهم على التحقيق والعيان وفى غيرهم على أعلى درجات شهادة السماع المستفيض الفاشى على ألسنة أهل العدل وغيرهم.

ثم يذكر تاريخ الشهادة وأول تاريخ وقع بأحد الدفاتر المشار لها وهو بمكتبتى أوائل ربيع الأول عام اثنين وعشرين ومائة وألف.

<<  <  ج: ص:  >  >>