مصالح الأمة ليس في طوقه أن يلى مباشرة جميع الشئون المطوق بها بنفسه، بل لابد له من أن ينيب عنه مباشرين فيما لا تمكنه مباشرته، وعلى العامل بعد ذلك بتقوى الله، وهذا هو المهيع المسلوك في النهضة الإسماعيلية بجمع العبيد، فإنه جدد الله عليه الرحمات بذل المجهود فيها وما ترك شيئًا يقتضيه ظاهر الشرع فيها إلا وقد وقف عند حده، بل كاد أن يتجاوز الحد المطلوب في زيادة التوثيق كما قد رأيت، وليت شعري بعد هذا ماذا يقال، وهل بعد الحق إلا الضلال.
ولهذا ومثله حذر المحققون من الاعتماد على جهة المؤرخين في كل ما نقلوا، وأن لا يعتمد منهم إلا على من عرفت ثقته وأمانته، وعلت في الصدق درجته ومكانته، وكلام القاضى أبى الفضل عياض في الشفا شهيد صدق على ذلك وليس هذا بأول حديث إفك منهم، فقد قصوا في الجانب العظيم ما يجب أن لا يلتفت إلى ذكره فكن ممن يعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال.
وقد صح عن هذا الإمام أنه جمع جميع عبيده ووضع بينهم صحيح الإمام البخارى، وقال لهم إنى وإياكم أرقاء لما تضمنه هذا الكتاب الجامع لأقوال من لا ينطق على الهوى وأفعاله، وسائر أحواله، من الأوامر والنواهى، هكذا هكذا وإلا فلا لا.
ولعلنا ما أوتينا إلا من قبل مسارعتنا للطعن على حماتنا ومن ذهبت دولته من ولاة أمرنا بغير حق، فليقصر العاقل ولْيَرْعَوِ عما ليس له لإدراك الكنه فيه يدان، وليحسن الظن بمن سلف من أكابر الأئمة وليجعل الدعاء بالمغفرة والرحمة لهم عوض تلطخه وتفكهه بما يزينه الشيطان له من المساوى وإلصاقها بجانبهم والله المرشد بمنه.
مؤلفاته: منها زهر البستان في أخوال مولانا زيدان، وهو كتاب كثير الجدوى في بابه، وزيدان هذا هو سيدنا الجد الأعلى نجل مولانا الجد الأعظم، السلطان الأفخم، مولانا إسماعيل برد الله ثرى الجميع، وأخواله هم سفيان القبيلة العربية