وقوله جوابا عن رسالة راسله بها المترجم مع صلة سنية وذلك قبل أن يقع بينهما تلاق جثمانى:
يا من بدا في سواد العين إنسانا ... فوق الثرى لم أرى سواك إنسانا
رمنا تطاول ذلك العلا بتشـ ... ـييد قباب من الثنا فأعيانا
ما زلت ترقى مقامات الجلال إلى ... أن فقت في المجد أعيانا فأعيانا
لو حاول الدهر حسبانا لما بلغت ... علياك باد وما أطاق حسبانا
يا يحمدى قر عينا إذ ظفرت بما ... أعيت به كف يعرب وقحطانا
أنت البليغ متى تحز شبا قلم ... أنسيت قسا بما تنشى وسحبانا
فداؤك النفس إذ كاتبتنا فلقد ... كسوت والله جسما كان عريانا
روت أناملك اللطاف إذ كتبت ... قلبا لأسجاعها العذاب غرثانا
كنا رماما لأجداث الخمول فها ... كتابك اليوم بعد الموت أحيانا
أحببتنا عن سماع دون سابقة ... والأذن تعشق قبل العين أحيانا
فكم مساو سترت وهي بادية ... وبالمحاسن كم شنفت آذانا
ولم تذر غير مشغوف بنامقة ... ولم تدع من بسوء القول آذانا
كذلك الغيث لا يأتى على دمن ... لم ترو في غابر الأزمان تهتانا
إلا وغادرها تزهو مقلدة ... درا نفيسا وياقوتا وعقيانا
فها كها كاختلاس الوصل من رشاء ... غراء راجحة معنى وميزانا
صنع امرئ ليس في التجنيس همته ... إلا إذا دون ما قصد له جانا
لنا قواف لما نريد قافية ... لم يعرف الناس إيطانا وأكفانا