وكان حسن السيرة، نقى السريرة، قال بعض الأعلام الأثبات تكلمت معه يعني المترجم في مسائل على سبيل البحث منها قوله تعالى:{وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ}[سورة الأنفال: آية ٢٣] هل هذا قياس واحد، وظاهر نتيجته ولو علم الله فيهم خيرا لتولوا، إلخ. وهو فاسد أم قياسان؟ وكيف يستقيم تقدير الآية؟ فحاول الجواب ولم أسلمه له، ثمَّ أخرج بعض التفاسير ووقفنا على تقدير الآية ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم سماع قبول، ولو أسمعهم ولم يعلم فيهم خيرا لتولوا وهم معرضون، فاتضح المراد.
ومنها قوله تعالى:{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}[سورة يوسف: آية ٢٩] فإن قياسه من الخاطئات، فما وجه العدول عنه، فأجابني بنص صاحب التخليص في قوله: والتغليب يجرى في فنون كثيرة كقوله تعالى: {. . . وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (١٢)} [سورة التحريم: آية ١٢] فقلت له: وجه التغليب هنا ظاهر، فإن مريم -رضي الله عنها - لكثرة قنوتها شبهت بالرجال الموصوفين بالقنوت، ففيه مدح لا بخلافه في هذه الآية الأخرى، فقال: إن زليخا هنا لما كان الخطأ يصدر منها قليلاً أخرجها عن جنس النساء الموصوفات بوقوع الخطأ منهن كثيراً فإنهن ناقصات عقل ودين، وشبهها بالرجال الذين من وصفهم عدم صدور الخطأ الكثير منهم غالبا.
مؤلفاته: منها شرحه المرقص المطرب على السنوسية المسمى بفتح الرحمن، لأقفال أم البرهان، في مجلد ضخم أبد أفيه وأعاد، وحرر وهذب، ونقح وأجاد، برهن فيه عما رزقه من طول الباع، وسعة الاطلاع.
شعره: من ذلك قوله يمدح الإمام الفاتح مولانا إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل: