حدثني ابن عمنا العلامة المفضال مولاى عبد السلام بن عمر العلوى، أن شيخه المولى عبد الملك رحمه الله، كان يقول له: ربما حملنى على السفر لمكناس زيارة ولدنا ابن الجيلانى، كان ملازمًا للمولى عبد الملك المذكور مدة رحلته في طلب العلم بفاس، وأنه ربما سمع شيخه يقول للمترجم: ستكون رأس علماء مكناسة فكان كذلك، كان في وقته من هو مشهور بالعلم والتحقيق، ولكنه لم تكن له منزلة صاحب الترجمة في الإقبال على الله والشهرة بالديانة، وأنه وقعت له معه كرامة، وذلك أنَّه أي المترجم توجه لزيارة مولانا إدريس الأكبر وهو -أعنى ابن عمنا، المذكور- إذ ذاك صغير يحفظ شيئًا من المختصر الخليلى، فسأل عنه بعد دخوله لدارهم هل قرأ شيئًا من العلم، فأخبروه أنَّه يحضر بعض المجالس، فذكر له بعض الأمثلة وطلبه في إعرابها فأعربها له، فسكت قليلًا ثم قال: أنت سنعطيك شريفة بفاس وتكون من أهل فاس أو من علمائها، شك المحدث، قال: وما خطر لى شيء من ذلك قبل، ثم كان ما أخبر به كما أخبر.
ومن إفادته ما حدثني به ابن عمنا العلامة الثبت سيدى محمد بن أحمد العلوى قائلًا: إنه حدثه تلميذ المترجم شيخنا ابن عبد السلام الطاهرى عاشر شعبان عام ثمانية وثلاثين وثلاثمائة وألف سماعا منه، أن التجربة العادية حكمت بأن رابع شوال إن كان هو الجمعة أو السبت أو الأحد، فإن صابة صيف العام تكون تامة كاملة، وإن كان الاثنين فالصابة على النصف، وإن كان الثلاثاء فعلى الثلث، وإن كان الأربعاء فعلى الربع، وإن كان الخميس فإنما يرجى لطف الله وقد جربها الشيخ زروق السنين الطويلة فوجدها صحيحة.
مشيخته: أخذ عن شيخ الجماعة السيد مبارك الفيضى، والقاضيين السيد العباس بن كيران، والسيد الحاج المهدى ابن سودة، والسيد الهادى بادو، والمولى عبد الملك الضرير، ومن في طبقتهم من شيوخ فاس ومكناس.