وكان ميالا لجناب الله محبا في المنحاشين إليه، ملازما للتدريس، وغالب تدريسه كان بزاوية شيخه التجانى، وكانت له معرفة بعلم الأسماء والأوفاق، وكان ممن يرجع إليه في الطريقة التجانية غير متغال ولا متنطع فيها ولا متقول على الشيخ رضي الله عنه ما لم يقله، ولا ملصق به ما هو برئ منه براءة الذئب من دم يوسف، بل كان لا يحيد فيها عن نهج السنة الَّذي بنيت عليه، مقتد فيها بقول الشيح: ما سمعتموه منى فزنوه بميزان الشرع، فما وافق فخذوه، وما خالف فاضربوا به وجه الحائط، شأن السلف الصالح، تولى آخر عمره عدالة المرس المخزنى الَّذي تجبى إليه الأعشار.
مشيخته: أخذ عن العلامة ابن الجيلانى السقاط وهو عمدته، وعن أبي العباس قاضى الحضرة المكناسية السيد أحمد ابن سودة المرى، وعن الشيخ السيد المفضل بن عزوز، وعن أبى حامد العربى بن السائح العمرى، دفين الرباط، وتلقى منه فوائد عملية مشافهة مدة مقامه بمكناس وغيره ومراسلة، وعن غيرهم من حاملى لواء التحقيق والإتقان من علماء وقته.
الآخذون عنه: أخذ عنه شيخنا وابن عمنا مولاى الحسن بن اليزيد العلوى المحمدى، والشريف الفقيه العدل سيدى محمد بن إدريس الإدريسى الشبيهى، والفقيه الشاعر العدل السيد عبد القادر بن أحمد العرائشى، والأستاذ الفقيه النجيب السيد محمد فتحا بن العربى بن شمسى وجماعة.
وفاته: توفى ثالث جمادى الأولى عام ستة عشر وثلاثمائة وألف، ودفن بضريح العلامة الصالح سيدى يوسف الخطيب من حومة براكة بفتح الباء وتشديد الراء مشبعة.