قال ابن الخَطيب القسنطينى فيه: شيخنا ومفيدنا طريقة الفقه، الشيخ الحافظ، مجلسه بفاس أعظم المجالس، يحضره الفقهاء والمدرسون والصلحاء وحافظ المدونة يحضره من نسخها بيد الطلبة نحو أربعين، وله إدلال عجيب في إقراء التهذيب، سمعته يقول: لى أربعون سنة نقرأ المدونة، وفي عام وفاته وقف قارئ الرسالة على باب الجنازة فكره ذلك الطلبة وأرادوا الزيادة ففهم وقال لهم: كرهتم الوقوف على الجنائز، والله لا أقف إلا عليها، فوقف القارئ، وتوفى الشيخ تلك السنة وقال: كان له في الفقه مجلس لم يكن لغيره في زمانه، لازمته في المدونة، والرسالة بفاس ثمان سنين، وكان يعظم الشيخ أَبا يعزى، ويحكى عنه في باب زكاة الحرث أنَّه يخرج للضعفاء تسعة أعشار صابته ويتمسك بالعشر، ويقول: من سوء أدبى أن أُخرج العشر وأتمسك بتسعة أعشار.
مشيخته: أخذ عن عبد العزيز القورى، وأبي زيد عبد الرَّحْمَن الجزولى الذي ينسب إليه شرح الرسالة المتوفى في حدود أربعين وسبعمائة، وهو عن الفقيه راشد كما أخذ المترجم عن غيرهما من حفاظ المذهب المالكي.
الآخذون عنه: منهم الإِمام ابن عباد، وأبو حفص الرجراجى، وأبو عبد الله الهوارى، وابن الخَطيب القسمطينى، والحافظ عمران بن موسى الجاناتى وخلق.
مؤلفاته: له تقييد على المدونة، وآخر على الرسالة، وقيد عنه الحافظ الجاناتى التقييد البديع على المدونة في عشر مجلدات.
وفاته: تُوفى بمكناسة الزيتون كما في الجذوة سنة ست وسبعين وسبعمائة -بتقديم السين على الموحدة فيهما - ورمز لوفاته صاحب الإعلام، بوفيات الأعلام، بلفظ (وعست) من قوله: