حاله: إمام فقيه، عالم صالح، محدث حافظ بارع، كامل المشاركة، شيخ لجماعة الفقهاء والصوفية، انتفع به خلق في العلمين، وأمات كثيرا من البدع، وبذل النصح للأمة، وأقام الحدود والحقوق، أكثر علمه فقه الحديث، حفظ مختصر مسلم للقرطبى في كل خميس خمسة أحاديث، كان أبوه يعطيه عليها درهما، وكان يشترط العزل في النكاح فرارًا من الولد لفساد الزمان، وكان لا يفارق كمه الشمائل، وكان يعمل الخوص ويعطيه رجلا لا يعرف أنها له يبيعها ليتقوت بثمنها في رمضان، وكان لا يدخر شيئا حتى إنه لما توفى لم يوجد عنده في تركته غير برنس ودراعتين، وحسبوا ما كان يدخل عليه مع ما كان ينفقه فوجدوه أكثر من مدخوله.
ولى الفتيا بالديار المغربية، وانتهت إليه الرياسة فيها، نقل الونشريسى في معياره جملة صالحة من فتاويه، وتولى في آخر أمره خطابة جامع القرويين بفاس، ومناقبه كثيرة، قال في نيل الابتهاج: جمع فيها بعض أصحابنا تأليفا ذكر فيه كثيرًا. هـ. وكان راسخ القدم، آية في الحفظ، قطبا في السخاء، إماما في نصح الأمة محبا في الصالحين، معظما آل البيت. قال في الدر النفيس: وكان يعظم الإمام إدريس بن إدريس ويزوره، وهو الذى أمر بكتب ما على المشهد الذى على قبره والثناء على شرفه.
مشيخته: أخذ عن والده ومن في طبقته من فطاحل شيوخ وقته.
الآخذون عنه: منهم ابن آملال، والقَوْرى، وأبو محمد الورياجلى، وخلق.
مؤلفاته: منها الفتاوى المشار لها إلا أنه لم يجمعها في ديوان، ونظم في شهادة السماع.
وفاته: توفى فجأة وهو في صلاة المغرب في جمادى الثانية، وقيل ذى