للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاعلم أنا إنما بعثنا ولدنا المولى سليمان بقصد قراءته والاشتغال بما يعنيه، ولم نوجهه دلالا يتخير في الشقق ويتلون في الملابس، ولم نبعثك معه إلَّا بقصد حراسته وحفظه من هذا وشبهه ومنعه ما لم نأذن لك فيه، فإن احتاج إلى كسوة أو شيء يطلبه منا ولا يباشر ذلك بنفسه ويوجه ... عليه ولم ننقم على أخيه مولاى أحمد إلَّا هذا وشبهه، مع محافظته على دينه ومروءته، وعليه فإنى أعاهد الله تعالى إن سمعت عليه شيئًا بعد هذا أو أطلقت له اليد في التصرف في شيء مما دخل عليه من الهدايا شققا ودراهم حتَّى نخلى داربوك، فإنما وجهناك معه لتمنعه مما لا يناسب، فإذا تركته وما يريد فوجودك وعدمك سواء، فإن ضاع مما دخل عليه قلامة أو تصرف في شيء ببعث أو إعطاء نعاقبك عليه، واترك ذلك موقوفا حتَّى أرى فيه رأيى إن شاء الله والسلام في ٢٣ شعبان المبارك ١٢٥٥ ".

وله قدس الله سره في مثال هذا أخبار يضيق عنها المقام.

ولاه عمه أبو الربيع سليمان أمانة ثغر الصويرة وعمالتها، ثم نقله للخلافة عنه بفاس وذلك عام سبعة وثلاثين ومائتين وألف، فأحسن السيرة وقام بمأموريته أحسن قيام.

ووجهه مع أولاده للحرمين الشريفين بقصد أداء فريضة الحج وزيارة قبر جده عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وأعطاه بضاعة ينفقها في سبيل حجه فحفظها ولم يتصرف في قيراط منها، ولما آب من حجه ردها إلى عمه وقال له يا سيدى: إننى كنت ادخرت بضاعة جمعتها من كد يدى لأنفقها في هذا الصدد، وآليت أن لا أضيف إليها غيرها إلَّا إذا نفدت، وقد حصلت لى بها الكفاية والحمد لله، فعجب عمه من حاله وسر واستبشر وقال له: خذ ذلك بارك الله لك فيه.

بويع له بالخلافة بعد وفاة عمه أبي الربيع المذكور بعهد منه يأتى نصه في ترجمة عمه سليمان بحول الله وقوته، وكانت بيعته بفاس في خامس عشر ربيع

<<  <  ج: ص:  >  >>