للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم، أحمده حمدًا يوافى متوالى آلائه التي من أجلها الاستظلال في كنف الخلافة، وأشكره شكرًا كفيلا بالمزيد من كرمه الَّذي نؤمله ولا نعتمد خلافه، وأستعينه على القيام بأمور الدين وأتولاه، وأستنصره جلت قدرته وما النصر إلَّا من عند الله، إن الله عزيز حكيم، وأستغفره مما يعرض من التقصير فيما طوقناه من الأمور الأكيدة، وأعوذ بوجهه الكريم من شرور أنفسنا التي لولا عدل الخلافة يحجزها لهوت في هوة المكيدة، وأستهديه إلى الاستضاءة بشمس الخلافة في فلك السعادة، وأستكفيه فتنة من يعشو عن أنوار الحق في البدء والإعادة، وأعتصم به اعتصام الذين باعوا من الله أنفسهم فآمنوا وجاهدوا، وأستمسك بسنته استمساك الواثقين به الموفين بعهدهم إذا عاهدوا، ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم.

وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له شهادة يزين التدين بطاعة سلطان الله حلاها، وينتظم في سلك الدين والوفاء علاها، شاهدة لمن وفى بما عاهد عليه الله بالنجاة، كفيلة لمن دان بها بأعالى الدرجات، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم.

وأشهد أن سيدنا ونبينا ومولانا محمد - صلى الله عليه وسلم - عبده الَّذي بعثه رحمة لخلقه يزكيهم ويهديهم، وخليفته الأعظم الَّذي أوحى إليه {إِنَّ الَذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ... (١٠)} [الفتح: ١٠]، وأمينه الَّذي شرع نصب الخلافة عصمة نأمن بها سوء العدو ومكره، وحبيبه الَّذي ألزم خلقه السمع والطاعة في المنشط والمكره، ووليه الَّذي نوه بذكره فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)} [القلم: ٤]، اللهم فصل وسلم عليه وعلى آله العترة الزكية، والنسمات الذكية، الذين عقدت لهم لواء المجد في صدور الأكارم، وحفظت بهم نظام أشتات المكارم، وأغليت

<<  <  ج: ص:  >  >>