أهل ذلك الثغر والمهاجم الأجنبى دام طيلة النهار، وانجلى بالظهور على الهاجم، وذلك يوم الأربعاء ثالث ذى القعدة عام خمسة وأربعين ومائتين وألف، وكانت هذه الواقعة وما نشأ عنها من فتح أبواب المشاكل بين الدولة الشريفة والدول الأجنبية من أعظم ما فت في عضد صاحب الترجمة، وأكبر حائل بينه وبين الوصول لبغيته وغايته وضالته المنشودة.
وقد عثرت على عدة وثائق في هذا الباب، فمنها ظهير يدل على استعمال تلك المراكب في نقل الأمناء ونصه بعد الحمد لله والصلاة والطابع:
"خديمنا الأرضى، الحاج محمد بن التهامى، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فالأمينان الواردان عليك في المركب أنزلهما بمحل حذاء دارك وما معهما من الكمانية واستوص بهما خير إلى أن نقدم، فنحن في إثره فنهوضنا من ثغر الرباط الفتح يوم الاثنين تاسع شهر تاريخه، وإياك والتراخى في ذلك سددك الله، والسلام في ٨ شوال الأبرك عام ١٢٣٩ ".
وكان السلطان ينعم على رؤساء المراكب بـ (اليطغان) تشريفا لهم، وهو سيف قصير محلى بالفضة له قبضة من عاج أو كركدان مرصع بالذهب والأحجار الكريمة، وله غمد كله من ذهب، وقد يكتب على نصله اسم صانعه واسم السلطان المنعم به، وكان هذا اليطغان سلاحا ملوكيا ينعم به السلطان على رؤسائه ما داموا أحياء، فإذا مات صاحبه حيز من ورثته ليدفع لمستحقيه، يدل على ذلك هذا الظهير الذى أصدره المترجم ونصه بعد الحمد لله والصلاة والطابع:
"نأمر خديمنا الفقيه الحاج عبد الوهاب محبوبة، أن يحوز اليطغان التي كانت عند الرئيس عبد السلام رحمه الله، فإنها من آلة الحرب التي لا تورث،