"يعلم من كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره، أننا ولينا النظر للطالب السيد محمد بن الجيلانى الغسال في زاوية سيدى محمد بن عيسى التي بثغر طنجة ليقوم بأمرها ووظائفها من كل ما تحتاجه لثبوت أهليته لذلك، حسبما بموجب البينة التي بيده بأنه أهل لذلك، وأنه قام ببنائها من ماله هو وأخوه، ومن وفق من المسلمين احتسابا وأن أولاد الشيخ المذكور قدموه على أنفسهم لما ظهر لهم من صلاحيته لها وقيامه بها، فلذلك بسطنا له يد التصرف عليها من غير منازع ولا معارض، ونأمر من يقف عليه من ولاة أمرنا أن يعمل بمقتضاه ولا يتعداه، بهذا صدر أمرنا المعتز بالله في ٤ ربيع الثانى الأبرك عام ١٢٤٩ الحق بالطرة هو وأخوه ومن وفق من المسلمين صح به في تاريخه".
ولما مات الناظر المذكور انتدب قاضى طنجة ولده للقيام مقامه ونص نقديم القاضى بعد الحمدلة.
"لما بيد ماسكه الطالب الأرضى السيد المعطى بن السيد محمد الغسال رحمه الله، من الظهير الشريف المعتز بالله من مولانا المقدس المبسوط أعلاه من الولاية لوالده المذكور على زاوية القطب الواضح مولانا محمد بن عيسى بثغر طنجة، برد الله ضريحه والقيام بأمورها وشئونها اشهد إذ ذاك الفقيه الأجل العالم العلامة الأفضل البركة الأمثل المدرس الأحفل النزيه الأعدل، قاضى ثغر طنجة وعمالتها حينه ووقته وهو أحمد ... أعزه الله وحرسها شهيديه، أنه قدم الطلاب السيد المعطى المذكور على الزاوية المذكورة والقيام بشئونها وأمورها ووظائفها وكل ما تحتاج إليه والحيطة على رباعها، وذلك لموت والده المذكور، وأهليته للتقديم المذكور بشهادة شهيديه تقديما تاما مفوضا مطلقا عاما لم يستثن عليه في حقها فصلا من الفصول، ولا معنى من المعانى، إلا وأسنده إليه وقصر النظر فيه عليه