من لم يكن علويا حين تنسبه ... فما له في قديم الدهر مفتخر
قوم إذا فخروا بذوا مفاخرهم ... إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر
ماذا يقول ذوو الأمداح في نفر ... عن مدحهم تقصر الأشعار والفقر
وكيف أدرك كنه القول في ملك ... تكل عن وصفه الألباب والفكر
خذها إليك كما شاء الثنا مدحا ... كالدر فصله الياقوت والشذر
فريدة جمعت أسنى شمائلكم ... لكنها في بسيط القول تختصر
هيفاء في حلل الأمداح رافلة ... فلا قصور يشينها ولا قصر
تروى عن العدل ما أملاه ناظمها ... وتنشر الفتح إذ تروى وتعتذر
شاد ابن إدريس بالإتقان كعبتها ... فحجها نجباء الوقت واعتمروا
قد ارتقت في بنى عمرو مناسها ... فلا الفرزدق يحكيها ولا عمر
رضيعة بلغت في سنها مائة ... فاعجب لكبرى حباها وصفه الصغر
حوراء عذراء لم تفضض بكارتها ... ولا تملكها أنثى ولا ذكر
حارت عقولهم في وصف نسبتها ... للؤلؤ نظمها المنسوق أم زهر
إن قلت در فحسن النظم رجحه ... أو قلت زهر فعرف الحمد يعتبر
إن خدمناك والآمال ناجحة ... كم من ثواب وعز منك ننتظر
وخلف كل فتى منا فراخ قطا ... قد وجهونا إلى علياك وانتظروا
فهم بعزك في نعمى وعافية ... ولا يفارقهم ماء ولا شجر
رضاك عندى أعلى ما نؤمله ... والنفس كالطفل للألطاف تعتبر
هديتى لعلاك الحمد أنشده ... والحمد أفضل ما يروى ويدخر