زفت لربعك والسعود مهورها ... ووفت مقلدة الفتوح نحورها
يفتر عارضها عن اليمن الذى ... ظفرت به يمناه حيث ظهورها
عذراء تأبى أن ترام فلا الوفا ... يخطو إليها ولا الوداد يزورها
ضربت على قنن الهضاب قبابها ... وعلت على شم الجبال قصورها
كم غادرت من مغرم بوصالها ... رهن الحمام وما يقاد كسيرها
فاغنم مطارحة الخريدة برهة ... فلطالما أغرى الغرام نفورها
وارشف لما ماء الملام هنيئة ... يا حسن ما أملى لسمعك زورها
اهنأ ببشرى قابلت إقبالها ... فيها لأنفاس النفوس نشورها
كان الزمان قبيلها في خجلة ... حتى سرى مسرى النسيم بشيرها
أكرم بها عتبى تجافى عندها ... ليل الكآبة واستطال سرورها
لو أنها بزغت بطرة دجية ... شابت غدائرها ودام سفورها
أهدت لأهل الدين كل مسرة ... وعدا على فئة العداء فجورها
قوم قد اعتادوا الشهادة جنة ... ونأت عن الطرق القويمة دورها
من آل عطة أسرة ما سامها ... كرم ولا هم في الرجال صدورها
الغدر أكبر شيمة فخروا به ... سيان فيه صغيرها وكبيرها
بحضيض كل الملئمات ورودها ... وعن المكارم والمعال صدورها
إن يسمعوا داعى الفضائل أحجموا ... وإذا دعوا لرذيلة فهصورها
اتخذوا المحارم واجبا لو يعرفوا ... ما الواجبات وما تكون أجورها
ورثوا المناكر فاجرا عن فاجر ... والعرف لم تعرف حلاه صدورها