وصار أكثر المنتسبين بمكة عيالا عليه، وربما يقل ما بيده فيستدين، وربما بلغ الدين الذى عليه إلى خمسين ألفا وإلى مائة ألف، فيؤدى الله ذلك عنه.
وأخبر بعض ثقات أصحابه أنه عذله مرة في كثرة ما عليه من الدين، فقال له: إن الله وعدنى أن لا أموت حتى لا يبقى على درهم واحد.
ولما علم أبناء الدنيا ذلك من حاله صاروا يبيعون عليه ما يساوى المائة بأضعافها فيربحون عليه وهو لا يبالى، وكان لا يلبس إلا ثوبا واحدا صيفا وشتاء، وقلنسوة على رأسه، ويلبس سراويل، وكان يحث من يجتمع به على ملازمة ما يناسبه من صنوف الخير من تلاوة قرآن وصلاة على النبى - صلى الله عليه وسلم - وكثرة استغفار وأوراد حسان، ويحض من رأى فيه علامة خير على اعتقاد الصوفية المحقين وتصديق كلامهم وعلومهم وأحوالهم.
مشيخته: لقى بفاس سيدى يدير، وسيدى موسى دفين حومة جرنيز، وأخذ بالقصر عن سيدى محمد القجيرى، وأخبر أنه أخذ بمكة عن سيدى على الغمارى، عن عبد الرحمن الفيلالى، وعن أبى عبد الله محمد الكومى بالمغرب، وكلاهما عن أبى العباس أحمد الفيلالى، وعن السيد الغازى، وأخذ أيضا عن أبى العباس أفندى باصطنبول، وعن الصفى القشاشى وعن خلق.
الآخذون عنه: أخذ عنه أبو سالم العياشى، وترجمه في رحلته، والشيخ الكامل الفاضل مصطفى بن فتح الله، وأبو العباس أحمد النخلى، والشيخ عبد الله البصرى، فمما أخذ عنه الأخِيرَان: دلائل الخيرات، قال الشيخ الكوهن في فهرسته: وهو يرويه عن والده عن جده السيد عبد الرحمن بن أحمد عن مؤلفه وغير هؤلاء.
ولادته: قال المحبى في خلاصته: ولد بمكناسة الزيتون من أرض المغرب