حاله: حافظ ضابط، فقيه علامة، دراكة فهامة، مشارك نحرير، نقاد متقن، فاضل ماجد جليل، متضلع نبيل، مدرس نفاع، صلب في أحكامه، لا تأخذه في الله لومة لائم، كان السلطان العادل فخر دولتنا العلوية سيدى محمد بن عبد الله يعظمه ويجله ويقدره قدره ويفاخر به، وعلى عهده تولى القضاء والإفتاء بالحضرة المكناسية الهاشمية المولوية، وإمامة جامعها الأعظم، وكان لا يسميه إلا بقاضى القضاة.
ولم يزل المترجم على العدل في أحكامه والوقوف مع الحق إلى أن نقله الله إليه، وقفت على عدة رسوم مسجلة عليه منها رسم بتاريخ سابع عشرى جمادى الأولى عام اثنين وثمانين ومائة وألف، وآخر بتاريخ ستة وثمانين، ترجمه غير واحد وأثنى عليه، منهم: القاضى العدل السيد الطالب ابن الحاج المرداسى المتوفى سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف في كتابه الأشراف ووصفه فيه بأوصاف عالية كغيره من المحققين الأثبات.
الآخذون عنه: منهم ابن أخيه القاضى الشريف المولى أحمد بن عبد الملك المترجم فيما مر، وناهيك به.
مؤلفاته: منها شرح على همزية البوصيرى في أربع مجلدات أبدًا فيه وأعاد، وأبدى ماله من الباع المديد في المعقول والمنقول، وشرح على تحفة الحكام القاضى ابن عاصم.
وفاته: توفى على القضاء بمكناس أوائل جمادى الأولى عام سبعة وثمانين ومائة وألف، ودفن بروضة أبى على لحسن بن مبارك الشهيرة، وقد رمز لتاريخ وفاته تاج الأدباء أبو الربيع سليمان الحوات بقوله:
قاضى القضاة السجلماسى حيث مضى ... مضمخا بعبير العفو تضميخا
استخرجت فكرتى في الحال أن له ... الآن غاب هلال العدل تاريخا