للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به وحده، ويقبض التسعين أوقية المعدة لذلك كاملة، فنأمر ناظر الأحباس أن يدفعها له عند استهلال كل شهر يستعين بها على هذا المقصد الأحمد، وعليه بالمحافظة والاحتياط والتحرى، فإن هذا المقام الذى أقمناه فيه هو عمود الدين، وعليه مداره بحيث لا يقبل عذر من فرط فيه، والله يتولى رشده وينفعنا بأجرهما آمين، والسلام في ثامن شوال عام خمسة وعشرين ومائتين وألف".

ونص الثانى بعد الحمدلة والصلاة على رسول الله: (عبد الرحمن بن هشام نصره الله) يستقر هذا الظهير الكريم؛ والأمر المحتم الصميم؛ بيد ماسكيه الطالب الأرضى الميقاتى، السيد عبد القادر بن عبد الرحمن بن السعيد سعيد وأخيه الفاسى لقبا المكناسى قرارا الشاوى نجارا، من أولاد سيدى يش بن حمدون المدعو أبو معزة يتعرف منه بحول الله وقوته، وشامل يمنه ومنته، أننا جددنا لهما حكم ما بيدهما من ظهائر أسلافنا قدس الله أرواحهم، من اختصاص الأول بالانفراد بالتوقيت بمنار المسجد الأعظم من محروسة مكناسة الزيتون لمعرفته بقوانينه وأصوله، وإتقانه لفروعه وفصوله، وأقررناه على قبض التسعين أوقية المرتبة له من الأوقاف على ذلك في كل شهر، وعليه بتقوى الله وطاعته، والقيام بذلك جهد استطاعته، والمحافظة والتحرى في ذلك، والله يوفقه لأفضل المسالك، والواقف عليه من ولاة أمرنا يعمل بمقتضاه ولا يتعداه، والله يوفقنا لما يحبه ويرضاه؛ صدر به أمرنا المعتز بالله في ثامن شعبان المبارك عام واحد وأربعين ومائتين وألف".

قلت: وقد كان المرتب المذكور إذ ذاك له بال وشأن فيه ما يكفى لسائر الضروريات اللازمة مع ترفه (١).

مشيخته: أخذ عن والده وجده وغيرهما من محققى أعلام وقته.

وفاته: توفى عام ثمانية أو أواخر سبعة وخمسين ومائتين وألف.


(١) في هامش المطبوع: "كان إذ ذاك قيمة شاة لا تتجاوز فرنكا وعلى هذه النسبة فقس".

<<  <  ج: ص:  >  >>